الأربعاء 23 يوليو 2025 11:52 صـ 27 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

مرصد الأزهر: رواية الهيكل المزعوم محاولة لتزييف التاريخ وشرعنة الاحتلال

الثلاثاء 22 يوليو 2025 12:01 مـ 26 محرّم 1447 هـ
رواية الهيكل المزعوم
رواية الهيكل المزعوم

علّق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على مقال نُشر مؤخرًا للحاخام الإسرائيلي مناحيم برود عبر موقع "حريديم 1" العبري، والذي سعى فيه إلى ترسيخ فكرة ما يسمى بـ"الهيكل المزعوم" في الوعي الجمعي اليهودي، معتمدًا على مزاعم دينية وتاريخية تفتقر إلى الأدلة، في محاولة لإضفاء شرعية مزيفة على أطماع الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى والقدس الشريف.

وزعم برود في مقاله أن الإسلام في فتراته الأولى قد اعترف بوجود هيكل سليمان في موقع قبة الصخرة، لكنه ادعى أن المسلمين في العصر الحديث يحاولون إعادة كتابة التاريخ وإنكار هذه "الحقيقة"، على حد وصفه. كما دعا الحاخام إلى تعميق الارتباط الروحي والفكري لليهود بما يُسمى بـ"جبل الهيكل"، حتى دون الصعود إليه فعليًا، مطالبًا بترسيخ هذه الفكرة بين الأجيال الجديدة عبر التعليم والدراسات الدينية.

وفي سياق مقاله، أشار برود إلى ما وصفه بـ"اللحظة التاريخية" التي شهدتها حرب عام 1967 عندما رُفعت عبارة "جبل الهيكل بأيدينا"، معتبرًا إياها لحظة فارقة في "الذاكرة الدينية اليهودية"، وزاعمًا أن "الهيكل الثالث" سيُبنى في المستقبل على يد "المسيّا المنتظر" ليكون "بيت صلاة لجميع الشعوب"، وأن المسلمين – وفق الرواية الدينية اليهودية – سيتخلون طوعًا عن المسجد الأقصى بمجرد ظهور المسيّا.

وفي رده على هذه الادعاءات، شدد مرصد الأزهر على أن ما يروجه بعض الحاخامات والمتطرفين اليهود لا يعدو كونه محاولة مفضوحة لتزييف الحقائق التاريخية والدينية، من خلال خطاب استعلائي يسعى إلى شرعنة الاحتلال تحت مظلة العقيدة.

وأكد المرصد أن المسجد الأقصى المبارك هو وقف إسلامي خالص، وأنه لا يحق لأي جهة دينية أو سياسية أن تدّعي ملكيته أو تحاول إعادة رسم تاريخه وفق سرديات زائفة. وأضاف أن الإسلام كدين يعترف بجميع الأنبياء، لكنه في الوقت ذاته يرفض محاولات سرقة أو تشويه معالمه المقدسة، لا سيما في القدس التي كانت وما زالت مهدًا للتعايش الإنساني، قبل أن تتحول بفعل الاحتلال إلى ساحة نزاع مستمر.

وشدد مرصد الأزهر على أن القدس ستظل أرضًا مقدسة لجميع الشرائع، لكنها في إطار السيادة والحق التاريخي والديني، تمثل قضية مركزية للأمة الإسلامية، لا يمكن التفريط فيها أو تجاهل مكانتها، وأن دعاوى "الهيكل" المزعوم لن تغير من هذه الحقيقة شيئًا، مهما تكررت أو حاول البعض ترسيخها إعلاميًا أو سياسيًا.

موضوعات متعلقة