السبت 27 سبتمبر 2025 07:26 مـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الأطفال الخدج على الأرض في غزة.. نقص حاد في الأسرة والأدوية وحديثو الولادة يدفعون الثمن

السبت 27 سبتمبر 2025 02:23 مـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
الأطفال الخدج في غزة
الأطفال الخدج في غزة

يعيش الأطفال حديثو الولادة في قطاع غزة أزمة صحية وإنسانية حادة، مع تصاعد حالات الإصابة بصعوبة التنفس، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الإغلاق المستمر للمعابر واشتداد حرب الإبادة الجماعية التي يعاني منها القطاع منذ نحو عامين.

الأطفال الخدج في غزة

ويشكل قسم الحضانة الداخلية والخارجية في مستشفى "التحرير" بمجمع ناصر الطبي جنوب غزة شاهدًا واضحًا على الكارثة التي تهدد حياة الأطفال الخدج والرضع في غزة.

فقد أظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مأساوية لأهالي يضطرون لوضع أطفالهم على الأرض في قسم الحضانة الخارجي، بعد تدهور حالتهم الصحية بسبب الإصابة بـ"عسر التنفس"، واكتظاظ الأسرة.

وفي ظل هذه الأوضاع، يضطر ثلاثة أطفال لمشاركة سرير واحد لتلقي الرعاية الصحية الشحيحة، بينما يكتظ القسم الداخلي بالخدج والرضع الذين يعانون من صعوبة في التنفس، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وأكد مدير المستشفى أحمد الفرا أن قطاع غزة يمر بموجة شديدة من النزلات الشعبية والتهاب القصيبات الهوائية واصفًا حالة قسم الحضانة الخارجي بالمكتظة، حيث يوجد أطفال بأعمار أقل من شهر يعانون من صعوبة بالتنفس وسط أوضاع إنسانية وصحية غير مسبوقة.

الأطفال الخدج على الأرض

وأضاف الفرا أن بعض الأطفال يُمنون على الأرض مباشرة، فيما يستخدم البعض بطانيات بديلة عن الأسرة، وأن الأطباء والممرضين يضطرون لمشاركة سرير واحد بين ثلاثة أطفال، رغم خطورة ذلك على حياتهم.

وأشار الفرا إلى أن تقديم الأكسجين للأطفال يتم وفق الأولوية، نظرًا لنقصه، كما يعاني الأطفال الخدج من نقص الحضانات والمستلزمات الطبية الأساسية، ما يضطر بعضهم لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي بسبب فشل منظومة التنفس.

وأضاف أن ارتفاع أعداد الخدج أحد مضاعفات حرب الإبادة، حيث يولدون قبل موعدهم الطبيعي، ويزيد الاكتظاظ ونقص الكوادر الطبية من صعوبة التعامل مع الحالات، ويعزز انتشار العدوى التنفسية بين الأطفال.

وحذر الفرا من أن استمرار هذه الأوضاع يعرض الأطفال لمخاطر صحية جسيمة، مؤكدًا على أن "الأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في غزة"، داعيًا إلى وقف حرب الإبادة وإعادة تفعيل المستشفيات وأقسام الحضانات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى.

الإبادة الجماعية في غزة

منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف القطاع الصحي بشكل مباشر، حيث تم قصف أو تدمير 38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية و197 مركبة إسعاف.

وتزامن ذلك مع تشديد الحصار في مارس الماضي، مما أدى إلى نقص حاد في المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية، وزاد من التدهور الحاد في النظام الصحي والمعاناة الإنسانية للمرضى.

النظام الصحي في غزة

كما يعاني النظام الصحي في غزة من انتشار واسع للأمراض المعدية بفعل النزوح القسري، حيث سجلت المستشفيات إصابة أكثر من مليوني شخص بأمراض معدية، بينهم أكثر من 71 ألف حالة بالكبد الوبائي منذ بدء الإبادة. وحذرت مؤسسات حقوقية وصحية دولية أكثر من مرة من احتمال انهيار كامل للنظام الصحي إذا استمرت هذه الاعتداءات والتضييقات الإسرائيلية.

في ظل هذه الظروف، تواجه غزة أكبر كارثة صحية للأطفال حديثي الولادة منذ عقود، وتبرز الحاجة الملحة لتدخل دولي عاجل لإنقاذ حياة الرضع والخدج وحماية حقهم الأساسي في الرعاية الصحية.