• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

عوضت العملات المشفرة صباح اليوم السبت جزءًا من الخسائر الحادة التي تكبدتها يوم أمس الجمعة، على خلفية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه رفع الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية إلى نسبة 100%، في تصعيد جديد للحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.

وشهدت الأسواق الرقمية تحسنًا ملحوظًا في وقت مبكر من صباح اليوم، حيث ارتفعت العملة الرقمية الرئيسية إلى مستوى 112,420 دولارًا عند الساعة السادسة صباحًا بتوقيت غرينتش. ويأتي هذا الارتفاع بعد هبوط قوي يوم أمس، تراجعت خلاله العملة بنسبة بلغت 8.4%، لتصل إلى 104,782 دولارًا، ما يمثل فقدانًا سريعًا لما يقرب من 20 ألف دولار من قيمتها خلال 12 ساعة فقط — في أحد أكبر التراجعات المسجلة خلال فترة زمنية قصيرة في تاريخ سوق الأصول الرقمية.

وكان إعلان الرئيس ترامب بمثابة صدمة للأسواق المالية العالمية، حيث أدى إلى حالة من الاضطراب الشديد ورفع مستويات القلق بين المستثمرين، خصوصًا في ظل احتمالات اندلاع جولة جديدة من النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. وانعكست هذه الأجواء المتوترة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي انخفض بأكثر من 2% خلال جلسة الجمعة، في إشارة إلى تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة.

وفي سياق متصل، شهدت منصات تداول العقود الآجلة للعملات المشفرة واحدة من أضخم عمليات التصفية على الإطلاق. ووفقًا لبيانات من منصات التداول، فقد تم تصفية مراكز بقيمة إجمالية بلغت نحو 19 مليار دولار خلال أقل من 24 ساعة، وكانت الغالبية العظمى من هذه التصفيات في مراكز الشراء (Long Positions)، مما يشير إلى أن المستثمرين فوجئوا بسرعة الانخفاض ولم يتمكنوا من تسييل مراكزهم في الوقت المناسب.

وأسفر هذا الهبوط الحاد أيضًا عن تراجع القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة بأكثر من 300 مليار دولار خلال أربع ساعات فقط، وهو ما يعكس حالة ذعر حادة بين المستثمرين والمضاربين، وتراجعًا كبيرًا في شهية المخاطرة التي كانت قد شهدت انتعاشًا نسبيًا خلال الأسابيع الماضية.

ويرى محللون أن هذه التراجعات المتسارعة تشير إلى مدى هشاشة الأسواق الرقمية أمام الأحداث الجيوسياسية والتجارية الكبرى، حيث تتسم بردود فعل حادة على أي مستجدات قد تؤثر في السيولة أو شهية الاستثمار العالمي. ويُتوقع أن تبقى العملات المشفرة تحت ضغط التقلبات الحادة في الفترة المقبلة، خصوصًا في حال استمرار التصعيد بين واشنطن وبكين، أو صدور بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ عالمي أوسع.