الجمعة 26 سبتمبر 2025 06:25 مـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

سامر شقير يكتب: الذهب والبيتكوين سباق العمالقة وإعادة تشكيل الاستثمار

الأحد 21 سبتمبر 2025 06:59 مـ 28 ربيع أول 1447 هـ
سامر شقير يكتب: الذهب والبيتكوين سباق العمالقة وإعادة تشكيل الاستثمار

شهد عام 2025 مشهدًا استثماريًا غير مسبوق، تمثل في سباق على القمة بين أصلين يبدوان متناقضين في جوهرهما وتاريخهما، الذهب الذي صمد لآلاف السنين كملاذ آمن، والبيتكوين الذي لم يكمل عقده الثاني بعد لم يعد الأمر مجرد مقارنة في الأداء بل تحول إلى قصة عن كيفية إدارة المستثمرين لأصولهم بين عالم تقليدي وآخر رقمي.

الأرقام تتحدث

الأرقام جاءت لتوضح الصورة بشكل أكبر، فقد حقق الذهب في 2025 قفزة لافتة بأداء بلغ تسعة وعشرين في المئة مثبتًا مكانته كحارس للقيمة، بينما جاء البيتكوين في المركز الثاني بنسبة خمسة وعشرين في المئة، ليؤكد أنه لم يعد أصلًا مضاربيًا فحسب بل منافسًا جادًا هذه النتائج تكشف أن المستثمرين لم يعودوا يضعون كل رهاناتهم في سلة واحدة، بل أصبحوا يوزعون محافظهم بين أمان الذهب وإمكانيات النمو التي يمثلها البيتكوين.

الذهب حصن الأمان

لطالما كان الذهب الحصن الأبرز في عالم مضطرب، فقد ظل الملاذ الآمن الأول وقت الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية، وفي السعودية والإمارات تواصل أسواق الذهب ازدهارها مع تزايد الإقبال على السبائك والمجوهرات كأداة لحفظ الثروة، أما في مصر ولبنان فقد تحول الذهب إلى خط الدفاع الأول ضد انهيار العملات المحلية والتضخم محافظًا على دوره التاريخي كحامي للمدخرات.

البيتكوين.. الذهب الرقمي

على الجانب الآخر يمثل البيتكوين قفزة نوعية في تاريخ المال، فقد أطلقه ساتوشي ناكاموتو في عام 2009 برؤية أن يكون ذهبًا رقميًا محدود الكمية لا يتجاوز واحدًا وعشرين مليون عملة مع تسجيل كل المعاملات عبر تقنية البلوك تشين التي تضمن الشفافية والأمان، ورغم غموض شخصية مبتكره إلا أن البيتكوين أثبت نفسه كأصل نادر وقابل للنمو ومتحرر من قيود البنوك التقليدية كما أن تطوراته لاحقًا جعلت له أشكالًا متنوعة، مثل بيتكوين كاش للمعاملات السريعة وبيتكوين مغلف للاستفادة من التمويل اللامركزي الأمر الذي وسع دائرة استخدامه عالميًا.

قصص من الواقع

وتبرز قصص من الواقع كيف يمكن دمج الذهب والبيتكوين في استراتيجية استثمارية متوازنة.. فمستثمر سعودي اشترى عشر عملات بيتكوين في 2019 وعند ذروة 2021 حوّل نصف أرباحه إلى خمسة عشر كيلوجرامًا من الذهب ضامنًا بذلك جزءًا من ثروته، بينما واصل الاحتفاظ بالبقية وفي مصر استخدم تاجر البيتكوين لاستيراد بضائع في ظل نقص الدولار، وفي لبنان حوّل مغترب مدخراته إلى بيتكوين قبل الأزمة ثم استبدلها بالذهب بعد أن أغلقت البنوك أبوابها، هذه التجارب تعكس كيف يمكن التوفيق بين الأمان والنمو من خلال الأصلين معًا.

الخلاصة والتساؤل

وفي النهاية فإن الذهب يمنح الأمان وحفظ القيمة، بينما يمنح البيتكوين فرصة للنمو السريع والمستقبل الرقمي، والمستثمر الذكي هو من يوازن بينهما لا من يختار أحدهما على حساب الآخر عام 2025 ليس مجرد محطة زمنية بل بداية لمرحلة جديدة يعاد فيها تشكيل الاستثمار على خط فاصل بين الأصول التقليدية والرقمية.

فهل سيواصل البيتكوين منافسة الذهب على القمة أم أن الذهب سيبقى الحارس الأبدي للقيمة؟

موضوعات متعلقة