رانيا خالد تكتب.. نستقبل سنة جديدة ونتعلم مما فات
مع كل سنة جديدة، لا نفتح بابًا للوقت فقط، بل نفتح مساحة داخلنا للمراجعة، للفهم، وللنضج.
نستقبل العام الجديد ونحن نحمل في ذاكرتنا تفاصيل كثيرة،لحظات قوة، وأخرى ضعف، قرارات صائبة، وأخرى تعلمنا منها بالطريقة الأصعب.
لسنا كما كنا في بداية العام الماضي، وهذا في حد ذاته إنجاز.
لقد تغيرنا، كبر وعينا، وتعلّمنا أن بعض الطرق لا تُكمَل، وأن بعض الأشخاص لم يكونوا رفقة الطريق، وأن بعض الأحلام تحتاج إعادة تعريف لا إنكار.
نتعلّم من الذي فات أن التسرّع لا يصنع نجاحًا، وأن الصبر ليس انتظارًا سلبيًا بل ثقة في التوقيت، وأن الاعتناء بالنفس ليس أنانية، بل ضرورة للاستمرار.
السنة الجديدة لا تطلب منا أن ننسى، بل أن نفهم، أن نغفر لأنفسنا قبل أن نغفر للآخرين، وأن نترك ما أثقل قلوبنا، ونحمل فقط ما يجعلنا أقوى وأوضح.
نستقبل السنة الجديدة بوعيٍ مختلف، بحدود أوضح، وبقلبٍ يعرف متى يتمسّك ومتى يترك.
نعرف الآن أن السلام الداخلي أهم من إرضاء الجميع، وأن الراحة ليست ضعفًا، وأن اختيار أنفسنا أحيانًا هو القرار الأصعب والأصح.
هذه السنة ليست بداية من الصفر، بل بداية من الخبرة.
من كل مرة حاولنا فيها ولم نصل، ومن كل مرة سقطنا ثم نهضنا،ومن كل لحظة شكّ صنعت بداخلنا إنسانًا أقوى.
نستقبل العام الجديد ونحن نؤمن، أن القادم لا يحتاج استعجالًا، بل حضورًا صادقًا، وخطوات ثابتة، ونوايا نقية.
وهكذا، ومع بداية سنة جديدة، نتعلّم مما فات دون أن نعيش فيه، ونمضي للأمام بطمأنينة، لأننا نعرف الآن أن كل ما مر، كان يهيئنا لما هو أجمل







