بنك أوف أمريكا: الذهب يتجه نحو 5 آلاف دولار للأوقية في 2026

توقع مصرف "بنك أوف أمريكا" أن يشهد الذهب موجة ارتفاع قوية خلال العام المقبل، مدفوعاً بتزايد الطلب الاستثماري على الملاذات الآمنة في ظل استمرار الضبابية الاقتصادية العالمية، مرجحاً أن تصل أسعار الذهب إلى مستوى 5,000 دولار للأوقية بحلول عام 2026.
توقعات متفائلة بدعم من الطلب الاستثماري
وقال فريق استراتيجيي السلع في البنك، في مذكرة بحثية نقلتها وكالة بلومبرج، إن متوسط السعر المتوقع للذهب العام المقبل سيبلغ نحو 4,400 دولار للأوقية، على أن يقفز إلى 5,000 دولار في حال استمرار الزيادة في الطلب الاستثماري بنسبة 14%، وهي الوتيرة نفسها المسجلة هذا العام.
وأشار التقرير إلى أن الوصول إلى 6,000 دولار للأوقية يتطلب ارتفاع تدفقات الاستثمار بنسبة 28%، بينما يحتاج السيناريو المتفائل الذي وصفه البنك بـ"السماء الزرقاء" إلى مستويات 8,000 دولار للأوقية، إلا أن تحقيقه يبدو صعباً في المدى القريب نظراً للظروف الاقتصادية الراهنة.
قفزة قياسية في تدفقات صناديق الذهب
وأظهرت بيانات البنك ارتفاع تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المدعومة بالذهب بنسبة 880% على أساس سنوي خلال سبتمبر الماضي، لتسجل رقماً قياسياً بلغ 14 مليار دولار.
كما ارتفعت حيازات الذهب المادية والورقية إلى أكثر من 5% من إجمالي قيمة أسواق الأسهم والدخل الثابت العالمية، وهو ما يعادل ضعف الحصة السابقة، في مؤشر على زيادة إقبال المستثمرين على المعدن النفيس كأداة للتحوط من التقلبات.
احتمالات لتصحيح سعري مؤقت
ورغم النظرة الإيجابية، حذر محللو البنك من إمكانية حدوث استقرار أو تصحيح مؤقت للأسعار على المدى القصير، نتيجة تمدد المراكز الاستثمارية بعد الارتفاعات الأخيرة، مشيرين إلى أن موجة الصعود الحالية قد تتخللها فترات تراجع طبيعية قبل استئناف الاتجاه الصاعد.
عوامل قد تكبح صعود الذهب
أشار التقرير إلى أن هناك عوامل خارجية قد تعرقل ارتفاع الأسعار، من أبرزها:
-
قرار مرتقب للمحكمة العليا الأمريكية بشأن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
-
احتمال تشدد السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي إذا تحسنت المؤشرات الاقتصادية.
-
نتائج انتخابات التجديد النصفي الأمريكية العام المقبل، التي قد تؤثر على السياسة المالية للإدارة الأمريكية.
وأكد الاستراتيجيون أن أي تحسن سريع في الاقتصاد الأمريكي أو انحسار المخاطر الجيوسياسية قد يحد من وتيرة تدفقات الاستثمار نحو الذهب.
الفضة في طريقها إلى 65 دولاراً للأوقية
وفيما يخص الفضة، ذكر "بنك أوف أمريكا" أن السوق ما زال يعاني من عجز في المعروض رغم توقع انخفاض الطلب بنسبة 11% خلال العام المقبل، بسبب اتجاه مصنعي الألواح الشمسية إلى خفض استخدام الفضة في كل وحدة إنتاج.
وأوضح التقرير أن هذا الانخفاض لن يؤدي إلى تحقيق فائض في السوق، لكنه سيساهم في تراجع العجز بأكثر من النصف، مرجحاً أن ترتفع أسعار الفضة إلى نحو 65 دولاراً للأوقية بحلول عام 2026، مع استمرار الطلب الاستثماري ومحدودية العرض.