”أوبك” تُبقي على توقعاتها لنمو الطلب على النفط دون تغيير

أبقت منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) على رؤيتها المستقرة تجاه الطلب العالمي على النفط للعامين 2025 و2026، مؤكدة ثقتها في أساسيات السوق رغم اضطرابات الاقتصاد العالمي وتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
توقعات مستقرة للطلب العالمي
وفق التقرير الشهري الصادر اليوم (الاثنين)، حافظت "أوبك" على تقديراتها لنمو الطلب العالمي خلال عام 2025 عند 1.3 مليون برميل يوميًا للشهر السادس على التوالي، كما ثبتت توقعاتها للعام 2026 عند 1.4 مليون برميل يوميًا للشهر الثاني على التوالي.
وأرجعت المنظمة توقعاتها الإيجابية إلى قوة النشاط الاقتصادي في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، خصوصًا الصين والهند والدول الآسيوية الأخرى، مشيرة إلى أن تلك الاقتصادات تواصل قيادة نمو الطلب العالمي على الطاقة.
ثقة في أساسيات السوق رغم التوترات التجارية
أوضحت "أوبك" أن السوق النفطية ما زالت تتمتع بعوامل دعم قوية، رغم التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين، والتي أثارت مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي.
كما أشار التقرير إلى انخفاض مخزونات النفط التجارية في دول OECD بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في أغسطس، لتصل إلى 2.793 مليار برميل، أي أقل بـ92 مليون برميل عن متوسط خمس سنوات، وهو ما يعكس قوة الطلب الفعلي.
محركات الطلب خلال 2025
رفع التقرير توقعات الطلب في الربع الأخير من 2025 إلى 106.57 ملايين برميل يوميًا، مقابل 106.37 ملايين برميل في التقديرات السابقة.
وأبقت المنظمة على متوسط الطلب السنوي عند 105.14 ملايين برميل يوميًا لعام 2025، و106.52 ملايين برميل لعام 2026.
ووفقًا لسليمان سعد، رئيس قسم دراسات الطلب في "أوبك"، فإن تعافي قطاع الطيران واستمرار الطلب القوي على البتروكيماويات يشكلان المحركين الأساسيين لنمو استهلاك النفط، إلى جانب نشاط اقتصادي قوي في آسيا، وارتفاع الطلب على وقود الطائرات والديزل وغاز البترول المسال (LPG).
نمو مستمر في 2026
تتوقع المنظمة أن يبلغ الطلب العالمي في 2026 نحو 106.5 ملايين برميل يوميًا، بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل عن العام السابق، مع مساهمة دول OECD بـ150 ألف برميل، مقابل 1.2 مليون برميل من الدول غير الأعضاء.
ومن المتوقع أن يقود البنزين النمو بزيادة قدرها 430 ألف برميل يوميًا، يليه وقود الطائرات بـ360 ألف برميل، بينما تسجل المواد البتروكيميائية زيادة مجمعة بنحو 400 ألف برميل يوميًا.
السوق تتعافى بعد تقلبات الأسعار
شهدت أسعار النفط تراجعًا نهاية الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ مايو، عقب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية. إلا أن السوق استعادت توازنها مع بداية الأسبوع، بعد تصريحات أمريكية أكثر مرونة تجاه بكين.
وقال حارس خورشيد، المدير التنفيذي للاستثمار في شركة "كاروبار كابيتال"، إن "السوق كانت تتوقع الأسوأ، ولهذا فإن اللهجة الأكثر هدوءًا من ترامب منحت النفط متنفسًا للعودة إلى الاستقرار".
السعودية تقود زيادة إنتاج "أوبك+"
أبقت "أوبك" على توقعاتها لنمو المعروض من خارج تحالف "أوبك+" عند 800 ألف برميل يوميًا هذا العام، مدعومة بزيادات من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والأرجنتين، بينما تظل التقديرات للعام المقبل دون تغيير عند 600 ألف برميل يوميًا.
وأفاد التقرير بأن إنتاج "أوبك+" ارتفع في سبتمبر بمقدار 630 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 43.05 مليون برميل، وكانت السعودية صاحبة النصيب الأكبر من الزيادة بإضافة 248 ألف برميل يوميًا، تلتها الإمارات بـ98 ألفًا، ثم العراق بـ65 ألف برميل يوميًا، في إطار جهود التحالف لاستعادة حصته السوقية وتعزيز استقرار السوق.
وفي 5 أكتوبر الجاري، وافق التحالف على زيادة إضافية في الإمدادات بنحو 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر، ضمن خطة تدريجية لإعادة ضخ 1.65 مليون برميل يوميًا إلى السوق العالمية.