الأحد 19 أكتوبر 2025 05:05 صـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

أمريكا تشهد احتجاجات ضد ترامب بعنوان ”لا ملوك”

السبت 18 أكتوبر 2025 05:11 مـ 25 ربيع آخر 1447 هـ
مظاهرات
مظاهرات

تشهد الولايات المتحدة، السبت، واحدة من أوسع موجات التعبئة الشعبية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث تُنظم حركة "نو كينغز" (No Kings) احتجاجات واسعة النطاق تمتد من نيويورك إلى سان فرانسيسكو، بمشاركة ملايين الأشخاص وفقًا لتقديرات المنظمين.

التحرك الشعبي، الذي يحمل شعار "في أميركا، لا يوجد ملوك"، يأتي ردًا على ما تعتبره الحركة ومؤيدوها "انحرافًا سلطويًا" للرئيس الجمهوري، وتجاوزًا لصلاحياته الدستورية، في بلد بُني على مبدأ الفصل بين السلطات ومساءلة الحُكم.

ليس لدينا ملوك

تصف حركة "نو كينغز"، التي تضم أكثر من 300 منظمة مدنية وسياسية، مظاهرات السبت بأنها "حراك وطني سلمي ضد السلطوية والفوضى والفساد"، مؤكدة أنها ستنظَّم أكثر من 2700 فعالية في مدن كبرى وبلدات صغيرة، تشمل معاقل جمهورية وأخرى ديمقراطية، إلى جانب تظاهرات رمزية أمام منتجع "مارالاغو" في فلوريدا، حيث يمضي الرئيس عطلة نهاية الأسبوع.

وبحسب المنظمين، فإن الاحتجاج يأتي في لحظة فارقة تشهد فيها الولايات المتحدة توتراً داخلياً غير مسبوق، و"استغلالًا للسلطة من قبل مؤسسة الرئاسة"، كما تقول ديدري شايفلينغ، القيادية في منظمة الحريات المدنية الأميركية (ACLU): "لن نسمح بإسكاتنا... ما نشهده اليوم تجاوزات يجب أن تُواجَه بأدوات الديمقراطية: الصوت، والشارع، والاحتجاج السلمي."

ذكرى ميلاد ترامب

تتزامن الاحتجاجات مع الذكرى التاسعة والسبعين لميلاد الرئيس ترامب، الذي احتفل به منتصف يونيو الماضي بعرض عسكري في شوارع العاصمة واشنطن، وهي خطوة اعتُبرت آنذاك محاولة لإظهار قوة السلطة التنفيذية في مواجهة المعارضة المتنامية.

وفي اليوم نفسه، نظّمت "نو كينغز" أول يوم تعبئة لها، وشارك فيه ملايين الأميركيين، في مشهد اعتبره مراقبون "بداية تحوّل في المزاج العام"، خصوصًا مع دخول وجوه سياسية وفنية بارزة على خط المواجهة.

مواجهات بين الجمهوريين والديمقراطيين

وفي لهجة أكثر حدة، وصف النائب الجمهوري توم إيمر الاحتجاج بأنه "استسلام للديمقراطيين أمام جناحهم المتطرف"، مشيرًا إلى أن بعض الأصوات في الحزب الديمقراطي "تغازل الإرهاب السياسي"، على حد تعبيره.

في المقابل، يرفض الديمقراطيون هذه الاتهامات، ويرون أن التعبئة تمثل "صوتًا أصيلاً للديمقراطية الأميركية". وقال النائب غلين آيفي عن ولاية ميريلاند: "هذا الحراك سيُحدد مستقبل البلاد... وقلق الجمهوريين مبرَّر لأن الناس بدأوا يتحركون."

دي نيرو يقود حملة فنية ضد "الملك ترامب"

وانضم عدد من الشخصيات البارزة في هوليوود إلى حملة التعبئة، من بينهم الممثل روبرت دي نيرو الذي دعا في فيديو تم تداوله على نطاق واسع إلى "الانتفاضة السلمية ضد الملك دونالد ترامب". وقال دي نيرو: "يظن نفسه ملكًا، لكن هذه أميركا. سنقاومه بالصوت والعمل الجماعي، لا بالعنف."

وسبق أن شارك مشاهير آخرون في احتجاجات الحركة، مثل مارك رافالو وجيمي كيميل، الذي أوقف برنامجه مؤقتًا احتجاجًا على ضغوط يُقال إنها مورست عليه من قبل إدارة ترامب.

ومن المتوقع أن تشهد مدن مثل واشنطن، شيكاغو، بوسطن ونيو أورلينز، أكبر التجمعات السبت، وسط تعزيزات أمنية مشددة، وتحذيرات من احتمالات التصعيد.

في النهاية، يرى مراقبون أن حراك "نو كينغز" ليس مجرد مظاهرة ظرفية، بل تعبير عن تحوُّل أعمق في المزاج السياسي الأميركي، وسط قلق من مستقبل الديمقراطية في البلاد.