• الرئيسية
• علوم بالعربي

في خطوة تعكس تسارع التحول نحو الأتمتة في قطاع التجارة الإلكترونية، كشفت وثائق داخلية مسرّبة أن شركة أمازون تخطط لتوسيع استخدام الروبوتات داخل منشآتها التشغيلية حول العالم، في تحرك قد يؤدي إلى استبدال نحو 600 ألف وظيفة بشرية خلال الأعوام المقبلة.

توسّع غير مسبوق في “الجيش الآلي”

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن الشركة الأميركية العملاقة، التي تعتمد على الروبوتات منذ أكثر من عقد في مراكز التخزين والتوزيع، تتجه إلى تعزيز قدراتها الآلية بوتيرة غير مسبوقة لتلبية الطلب المتزايد على خدماتها دون الحاجة إلى زيادة عدد الموظفين.

استراتيجية جديدة لتغيير الصورة العامة

الوثائق تشير إلى أن أمازون لا تركز فقط على توسيع نطاق استخدام الروبوتات، بل تسعى كذلك إلى إعادة تشكيل صورتها العامة لتجنب الانتقادات المجتمعية.

وتشمل الخطط المشاركة في فعاليات خيرية محلية وتبني لغة “ناعمة” في التواصل العام، مثل تجنب استخدام مصطلحات “الذكاء الاصطناعي” و”الأتمتة”، واستبدالها بعبارات مثل “التكنولوجيا المتقدمة”.

كما تخطط الشركة لإطلاق اسم “كو-بوت” (Co-Bot) على الروبوتات، في محاولة للتأكيد على فكرة التعاون بين الإنسان والآلة.

“أمازون”: الوثائق لا تعكس سياساتنا الرسمية

وفي تعليقها على التقرير، قالت الشركة لموقع CNET إن الوثائق “تعبر عن آراء فريق واحد فقط، ولا تمثل استراتيجية التوظيف العامة للشركة”، مؤكدة أنها “من أكثر الشركات إسهاماً في خلق الوظائف بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي”.
وأضافت أمازون أنها تخطط لتوظيف 250 ألف عامل جديد خلال موسم العطلات المقبل، في خطوة تراها جزءاً من التزامها بتوسيع قاعدة الوظائف المؤقتة والدائمة.

تحوّل بحجم “اختفاء فيديكس”

وتُعد أمازون ثالث أكبر جهة توظيف في الولايات المتحدة بعد الحكومة الفيدرالية و”وولمارت”، إذ يعمل لديها حالياً نحو 1.5 مليون موظف، معظمهم في المستودعات وأعمال التوصيل.

وتشير التقديرات إلى أن تقليص 600 ألف وظيفة سيكون مشابهاً لاختفاء شركة “فيدكس” من السوق، والتي توظف حالياً قرابة 550 ألف شخص.

الأثر الاقتصادي والوظيفي

وتحذر دراسات اقتصادية سابقة من أن الاعتماد المتزايد على الروبوتات ينعكس سلباً على الأجور وسوق العمل. ففي عام 2020، كشفت دراسة أن إضافة روبوت واحد لكل ألف عامل يؤدي إلى انخفاض متوسط الأجور بنسبة 0.42%، ويفقد الاقتصاد نحو 400 ألف وظيفة بشرية.

توازن بين الكفاءة والفرص

أمازون من جهتها تؤكد أن استثماراتها في التقنيات الحديثة تهدف إلى رفع كفاءة التشغيل وخلق وظائف جديدة في مجالات أكثر تخصصاً وأعلى أجراً، مشيرة إلى أن التحسين في قطاع معين يتيح إعادة توجيه الاستثمارات نحو مجالات أخرى، بما يسهم في زيادة القيمة المضافة وتطوير المهارات البشرية داخل الشركة.