• الرئيسية
• أخبار بالعربي

سارعت شركات الطيران في الخليج والدول العربية إلى اتخاذ إجراءات فنية وتنظيمية عاجلة لاحتواء تداعيات الخلل البرمجي الذي أعلنت عنه شركة "إيرباص"، والذي قد يطال أكثر من 6500 طائرة حول العالم، وفق ما كشفته الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات وهيئة سلامة الطيران الأوروبية.

التحرك السريع جاء في وقت اضطرت فيه شركات عالمية لإلغاء مئات الرحلات، بعد توجيهات تلزم بتحديثات برمجية فورية للطائرات المتأثرة قبل السماح باستئناف الرحلات المنتظمة.

انتشار الخلل في عائلة "A320"

أوضحت "إيرباص" أن الخلل يشمل طائرات "إيه 320 نيو" ونماذج العائلة الكلاسيكية الأقدم، وهي الطائرات الأكثر انتشاراً على خطوط الرحلات القصيرة والمتوسطة عالمياً، وتشكل العمود الفقري لأساطيل شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط.

ورغم عدم تسجيل حوادث تشغيلية في شركات المنطقة، إلا أن شركات الطيران الخليجية والعربية بادرت إلى تطبيق تحديثات برمجية عاجلة وطمأنت الركاب بشأن سير العمليات خلال موسم السفر.

استجابة فورية من الشركات السعودية

أعلنت الخطوط الجوية السعودية أن فرقها الفنية شرعت فوراً في تنفيذ التعديلات المطلوبة مع المحافظة على جدول كامل للرحلات، بالاعتماد على تنوع الأسطول لتخفيف أي ضغط محتمل.
كما أكدت شركة "طيران ناس" أن طائراتها خضعت أو ستخضع للتحديث خلال فترة قصيرة، مع احتمال حدوث تغييرات طفيفة في بعض مواعيد الرحلات.

خلفية الحادث الذي فجّر الأزمة

جاء التحذير من "إيرباص" بعد حادث وقع في 30 أكتوبر الماضي لطائرة تابعة لشركة "جيت بلو"، حيث تسبب خلل في أحد حواسيب التحكم (ELAC 2) في هبوط مفاجئ للطائرة دون تدخل الطيار. ورغم عدم وقوع إصابات، دفع الحادث الشركة والجهات التنظيمية إلى إصدار توجيهات فورية بالتحديث.

أكبر مشغل لطائرات "A320" في المنطقة

قالت "العربية للطيران"، أكبر مشغل لطائرات عائلة "A320" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنها أنهت تحديثات لعدد كبير من طائراتها خلال 48 ساعة، مضيفةً أنها اكتفت بإعادة جدولة محدودة للرحلات القصيرة.

من جانبها، شكّلت الخطوط الجوية القطرية لجنة مشتركة لتنفيذ الإجراءات بشكل فوري، وبدأت اعتماد "التحديث الليلي" للحد من تأثير التعديلات على جدول الرحلات، مؤكدة أن معظم طائرات الأسطول جرى تحديثها بالفعل.

خطوات مماثلة من الشركات الخليجية الأخرى

أفادت "طيران الخليج" أن التحديثات تمت خلال ساعات الصيانة الاعتيادية دون الحاجة لإلغاء رحلات، بينما أشارت "الخطوط الكويتية" إلى محدودية التأثير وإمكانية استكمال التحديث ضمن جداول الصيانة الدورية.
أما "طيران الإمارات" و"فلاي دبي"، فأوضحتا أن تأثير الأزمة شبه محدود لعدم تشغيل طائرات من عائلة "A320"، لكنهما تتابعان التطورات لضمان سلاسة الربط الجوي مع الشركات الأخرى.

مدى تعقيد عملية التحديث

تستطيع معظم الطائرات تلقي التحديث البرمجي من قمرة القيادة في وقت قصير، بينما تحتاج نحو ألف طائرة قديمة إلى تعديل مادي في الأجهزة، ما يستلزم خروجها من الخدمة لفترة أطول، وفق تقديرات "بلومبرغ".

شركات عربية أخرى تتحرك لاحتواء الأزمة

أكدت "مصر للطيران" أن تحديثات "A320neo" و"A321neo" جارية دون تسجيل أي أعطال مرتبطة بالخلل.
كما أعلنت "الخطوط الملكية الأردنية" و"الخطوط العراقية" و"فلاي بغداد" و"الجزيرة للطيران" بدء تطبيق التحديثات وإنجازها تدريجياً دون تأثير يذكر على الجداول.

وفي المغرب، بدأت "الملكية المغربية" عملية التحديث مبكراً، مستفيدة من قدرات الصيانة الداخلية المتقدمة التي تسمح بتنفيذ التعديلات خلال فترات التوقف الليلي للطائرات.

مكانة "A320" في سوق الطيران العالمي

طرحت "إيرباص" طائرة "A320" أواخر الثمانينيات، وحققت انتشاراً واسعاً جعلها من أكثر الطائرات مبيعاً في العالم، وأسهمت في تعزيز مكانة الشركة الأوروبية في مواجهة منافستها الأميركية "بوينغ"، خاصة بعد إطلاق الجيل الجديد من المحركات الأكثر كفاءة.