الأحد 7 ديسمبر 2025 11:14 صـ 16 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

تحالف ”ساب” و”إيرباص”.. صفقة مسيّرات عملاقة تهدد أهم برنامج جوي في أوروبا

الجمعة 5 ديسمبر 2025 04:43 مـ 14 جمادى آخر 1447 هـ
طائرات مسيرة
طائرات مسيرة

كشف مسئولون تنفيذيون كبار في شركتي "ساب" السويدية و"إيرباص" الأوروبية أنهما تبحثان سبل التعاون في تكنولوجيا الطائرات الحربية المقاتلة المسيّرة بدون طيار؛ في خطوة تسلط الضوء على الاهتمام المتزايد بقطاع الطائرات الحربية المسيّرة وإبرام تحالفات في صناعة الدفاع الأوروبية المتصدعة.

صناعة الطائرات في أوروبا

وتم الكشف عن مشروع التعاون بين الشركتين - وفق وسائل إعلام دولية - ضمن لقاءات منفصلة قام بها مسئولون تنفيذيون في الشركتين خلال حدث أوروبي لصناعة الطائرات عقد هذا الأسبوع.

وركزت اللقاءات على استكشاف المقاتلات الحربية بدون طيار لدعم الجيل الحالي من المقاتلات التقليدية مثل الطائرة المقاتلة "يوروفايتر تايفون" التي تدعمها "إيرباص، ومقاتلة "جريبن إي" التي تنتجها شركة "ساب" السويدية.

لكن مصادر في صناعة الطيران قالت - لوسائل إعلام - إنه إذا نجحت محاولات التعاون تلك؛ فإنها ستقدم دعما على نطاق أوسع لصناعة القوة الجوية بوجه عام، خصوصاً إذا انهار مشروع مقاتلة "إف.سي.إيه.إس." (فكاس) المتعثر بين فرنسا وألمانيا وإسبانيا، أكبر منتجي الدفاع في "إيرباص".

صفقة إيرباص وساب

ولدى سؤاله حول ما إذا كانت "إيرباص" قد تواصلت مع "ساب" بشأن انضمامها إلى للقوى إذا فشل مشروع المقاتلة "فكاس"، قال رئيس مجلس إدارة شركة (ساب) السويدية "مايكل يوهانسون" إن الشركتين لديهما علاقات جيدة عبر منظومة الحرب الإلكترونية "أريكسيس" التي تزود بها شركة "ساب" المقاتلات الألمانية من طراز "يوروفايتر".

وأضاف "ناقشنا إمكانية فعل شيء ما على صعيد المقاتلات المسيّرة التي تعد عنصراً مكملاً لتراثنا من المقاتلات الحربية التقليدية". كما تجري "ساب" محادثات مع جهات أخرى، لكن لم تتخذ أي قرارات بعد.

وأفاد يوهانسون - في تصريحات على هامش منتدى في بروكسل استضافته "رابطة صناعة الطيران الأوروبية" (إيه.إس.دي.)، وهي الرابطة التي تمثل صناعة الطيران والدفاع في أوروبا - بأنه "ربما تكون هناك فرصة سانحة، لكننا نناقشها بالفعل."

وعندما سئل عن نفس الملاحظات، أكد رئيس مجلس الإدارة لشركة "إيرباص"، جوليام فوري، وجود مباحثات لم يتم الإعلان عنها من قبل، وقال إن الشركتين لديهما علاقات قوية في الإلكترونيات والصواريخ.

وتابع "نرى أفقاً جيدا لمواصلة العمل معهم في مجال المسيّرات- وهذا جزء مما نناقشه معهم، وهو ليس مرتبطاً بالمقاتلة /فكاس/".

وتلاقت الشركتان ضمن موجة الاهتمام بمقاتلات المستقبل بدون طيار، المعروف باسم "طائرات القتال التعاونية" (سي سي إيه)، أو مقاتلات "الجناح المُخلِص"، المصممة لدعم الطائرات الحربية المقاتل التي يقودها طيارون.

وقدمت "إيرباص" نموذجاً وفق مفهوم "الجناح" الشبحي في معرض برلين للطيران في عام 2024.

من جانبها، قالت صحيفة "ايكونوميك تايمز"، إن شركة (ساب) أعلنت - الشهر الماضي - أنها تلقت طلباً جديداً من الحكومة السويدية لدراسة الطائرات الحربية المأهولة وغير المأهولة؛ بما يعني تمديداً لعقد سابق يعود تاريخه إلى قرار السويد عام 2023 بالانسحاب من دراسة مقاتلة "تيمبيست"، التي تقودها بريطانيا، والتي تعد الآن جزءاً من مشروع الطائرة المقاتلة "جي سي إيه بي" بالتعاون بين المملكة المتحدة، وإيطاليا، واليابان.

ومن المقرر أن يناقش وزراء من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا الأسبوع المقبل حالة الانقسام بشأن برنامج المقاتلة "فكاس" .

وقالت مصادر في صناعة الطيران الأوروبية إن "إيرباص" لديها اتصالات منتظمة، على مستوى المديرين التنفيذيين، مع كل من شركة (ساب) وشركة (باي سيستمز) العضو في مشروع المقاتلة (جي.سي.إيه.بي.)؛ لمناقشة الخيارات المتاحة أمامهم.

وسقط برنامج "نظام القتال الجوي المستقبلي" (فكاس)، الذي تبلغ قيمته 100 مليار يورو وطرح قبل أكثر من ثماني سنوات، في دوامة نزاعات بين الشركات المعنية حول تقاسم العمل والتكنولوجيا.

من جانبه، رفض "يوهانسون"، مناقشة أي تداعيات للصراع الداخلي بشأن المقاتلة المستقبلية "فكاس" على شركته (ساب)، لكنه قال "لا نتحدث عن أن تحل السويد محل طرف ما أو شيء ما".

وقال محللون إن القرارات بشأن مقاتلات الجيل التالي ستشكل صناعة الدفاع وتحالفاتها لعقود مقبلة.

مقاتلات رافال الفرنسية

ومازالت السويد تتمتع باستقلالية خلال الجولة الأخيرة من تطويرات المقاتلات الحربية، بطرازها "جريبن"، مثلما هو الحال مع فرنسا التي تصنع مقاتلات "رافال"، وكذلك بريطانيا، وألمانيا، وإسبانيا التي تتشارك في تطوير مقاتلات "يوروفايتر".

أما بالنسبة للمقاتلات الحربية للجيل التالي؛ فإن الأوراق أعيد ترتيبها من جديد، حيث انضمت فرنسا إلى ألمانيا وإسبانيا في برنامج المقاتلة "فكاس"، التي تعرف اختصاراً في فرنسا باسم "سكاف"، ومن جانبها دمجت بريطانيا جهودها مع اليابان داخل مشروع "جي سي إيه بي"، المتاح لانضمام أعضاء جدد.

لم تحدد السويد موقفها بعد، إذ أنها دخلت في البداية في شراكة مع بريطانيا، وتجري الآن أبحاثها الخاصة حول الجيل التالي من المقاتلات التي ستخلف طائرة "جريبن"، ومن المقرر اتخاذ القرارات السياسية بهذا الشأن في عام 2030، ويعتقد يوهانسون أن القرارات قد يُبت فيها قبل ذلك، "ربما عام 2028"، وفق تقديره.

وأكد يوهانسون إن شركة "ساب" لن تتخلى عن مقعدها في النادي الصغير لشركات الأسلحة العالمية القادرة على تطوير المقاتلات الحربية.. وقال "لا أستبعد أي نوع من الشراكات مستقبلاً، وقد يكون ذلك بالطبع مساراً للمضي قدماً، لكن مع الحفاظ على قدرة الشركة المصنعة على تطوير الطائرات المقاتلة الحربية: لماذا نتخلى عن هذا المسار؟"