351 مليار ريال إنفاق سياحي مرتقب.. السعودية تسرّع خطواتها نحو العالمية
كشفت ملامح الميزانية العامة السعودية لعام 2026 عن توجه استراتيجي واضح يجعل السياحة أحد الأعمدة الرئيسية للتحول الاقتصادي، في خطوة تعكس تسارع وتيرة تنفيذ مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتحويل المملكة إلى مركز جذب سياحي عالمي متعدد الأنماط.
وسلط موقع “ترافل أند تور ورلد” العالمي الضوء على هذه التحولات، مؤكداً أن الأرقام الواردة في الميزانية لا تعكس مجرد إنفاق حكومي، بل تعبر عن رؤية طويلة المدى لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسيته عالمياً.
استثمارات رأسمالية ضخمة لتعزيز البنية التحتية
أشار الموقع إلى أن ميزانية 2026 تضمنت استثمارات رأسمالية تصل إلى نحو 162 مليار ريال، يوجه جزء كبير منها إلى تطوير قطاعات النقل والخدمات اللوجستية، باعتبارها الركيزة الأساسية لنمو السياحة.
وتشمل هذه الاستثمارات تحديث المطارات الدولية، وفي مقدمتها مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الملك خالد الدولي في الرياض، إلى جانب توسيع شبكات السكك الحديدية والنقل العام، بما يسهم في رفع الطاقة الاستيعابية وتحسين كفاءة الربط بين المدن والمناطق السياحية.
تجربة سفر بمعايير عالمية
وأكد التقرير أن هذه المشاريع تستهدف تحسين تجربة الزوار منذ لحظة الوصول، عبر بنية تحتية متطورة قادرة على استقبال ملايين السياح سنوياً، وتقديم خدمات تضاهي أفضل الوجهات السياحية العالمية.
وأوضح أن تطوير منظومة النقل يمثل عنصراً حاسماً في جعل المملكة نقطة جذب رئيسية للسياحة الدولية والإقليمية.
السياحة محرك للنمو والتوظيف
وبحسب “ترافل أند تور ورلد”، تستهدف السعودية الوصول بحجم الإنفاق السياحي الإجمالي إلى 351 مليار ريال بحلول نهاية عام 2026، ما يعكس الدور المتنامي للقطاع في دعم الناتج المحلي.
كما أصبحت السياحة ركيزة أساسية لتوليد فرص العمل، حيث تسعى المملكة إلى رفع عدد المواطنين العاملين في هذا القطاع إلى نحو 110 آلاف موظف، من خلال برامج تدريب وتأهيل مهني متخصصة تواكب المعايير الدولية.
دعم متواصل للسياحة الدينية
وسلط التقرير الضوء على استمرار الدعم الحكومي للسياحة الدينية، حيث تستهدف المملكة استقبال أكثر من 20 مليون معتمر من خارج البلاد، بالتوازي مع مواصلة تنفيذ مشاريع التطوير الكبرى في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأكد أن هذه الجهود تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتعزيز الطاقة الاستيعابية، بما يضمن تجربة أكثر سلاسة وأماناً.
المشاريع العملاقة تعزز تنوع الوجهات
وأشار الموقع العالمي إلى التسارع اللافت في تنفيذ المشاريع السياحية الكبرى، مثل نيوم، والقدية، والعلا، ومشروع البحر الأحمر، والتي ستسهم في ترسيخ صورة السعودية كوجهة سياحية متعددة الأبعاد.
وأوضح أن هذه المشاريع تجمع بين السياحة الثقافية والتراثية، والترفيه الحديث، والسياحة البيئية المستدامة، ما يمنح المملكة ميزة تنافسية فريدة على الساحة العالمية.
شراكات لضمان الاستدامة في ظل التحديات العالمية
وأكد التقرير أنه رغم التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم، تعتمد السعودية بشكل متزايد على الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان استدامة النمو السياحي.
واعتبر أن ميزانية 2026 تمثل إعلاناً عملياً عن التزام المملكة بمسارها التحولي، وترسل رسالة واضحة مفادها أن السعودية ماضية بثبات نحو ترسيخ مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية عالمياً.
وجهة عالمية تتشكل ملامحها
واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن السعودية تقدم نموذجاً فريداً لوجهة سياحية تجمع بين عمق التاريخ في العلا، والحراك الحضري الحديث في الرياض، وسحر الطبيعة على سواحل البحر الأحمر، في مشهد يعكس طموحاً وطنياً يتجاوز حدود المنطقة نحو العالمية.










