الموساد يدعم المحتجين الإيرانيين علنًا: نحن معكم في الميدان
دعا جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" المتظاهرين الإيرانيين إلى مواصلة الاحتجاج ضد النظام، مؤكدًا دعمه لهم من خلال رسائل نشرها على حسابه الرسمي عبر منصة "إكس" باللغة الفارسية.
وكتب الموساد في تغريداته: "اخرجوا معًا إلى الشوارع. لقد حان الوقت"، مضيفًا: "نحن معكم، ليس فقط عن بُعد وبالكلام، بل نحن معكم في الميدان"، في إشارة نادرة إلى تورطه المباشر في الشؤون الداخلية لإيران، بحسب ما أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
ويُعدّ هذا البيان اعترافًا استثنائيًا بأن الموساد يراقب ويؤثر على الوضع الداخلي في إيران، ويأتي في خضم تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد على خلفية انهيار الريال الإيراني وارتفاع أسعار الوقود، إضافة إلى أزمة نقص المياه التي أثقلت كاهل المواطنين.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه التغريدات جزءًا من حرب نفسية طويلة الأمد بين إسرائيل وإيران، أم أنها محاولة لزيادة الضغط على النظام الإيراني والتأثير على مسار الاحتجاجات.
وفي وقت سابق من هذا العام، شارك مئات من عملاء الموساد في "حرب الأيام الاثني عشر" التي شنتها إسرائيل ضد إيران، مستهدفة البرنامج النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وأنظمة الدفاع الجوي، وأسفرت عن مقتل العشرات من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإيرانيين.
وعقب تلك العمليات، أصدر مدير الموساد ديفيد بارنيا بيانًا نادرًا يُنذر بأنشطة أجهزة التجسس في طهران، قائلاً للموساد والرأي العام: "سنبقى هنا، كما كنا دائمًا".
ويعكس هذا البيان استمرار التوتر الاستراتيجي بين إسرائيل وإيران، وتصعيدًا نفسيًا يستهدف التأثير على الوضع الداخلي الإيراني، مع محاولة توجيه رسالة تحذير للنظام الإيراني بأن موسكو والقدرات الاستخباراتية الإسرائيلية تتابع عن كثب أي تهديد لمصالحها أو لضباطها وأهدافها الحيوية.
هذا التطور يعكس بعدًا جديدًا من الصراع بين الطرفين، حيث تتحول حرب المعلومات والدعم النفسي للمحتجين إلى أداة استراتيجية في النزاع المستمر بين إسرائيل وإيران.
