الثلاثاء 8 يوليو 2025 12:14 صـ 11 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

”صُنع في السعودية” يحظى بثقة المستهلكين في سوق الحلال العالمي

الإثنين 7 يوليو 2025 02:53 مـ 11 محرّم 1447 هـ
صنع في السعودية
صنع في السعودية

يبرز الاقتصاد الحلال كأحد أكثر القطاعات نموًا وجاذبية للاستثمارات العالمية، وتشكّل المملكة العربية السعودية اليوم نموذجًا للتحول من مجرد مستهلك رئيسي في هذا السوق إلى لاعب دولي مؤثر فيه.

مفهوم الاقتصاد الحلال.. أكثر من مجرد طعام

لم يعد الاقتصاد الحلال مقتصرًا على الأغذية فحسب، بل يمتد ليشمل ستة قطاعات رئيسية: الأغذية والمشروبات، الأزياء المحتشمة، السفر، الإعلام، الأدوية، ومستحضرات التجميل.

وبحسب بيانات عام 2023، بلغ إنفاق المسلمين عالميًا على هذه القطاعات أكثر من 9.1 تريليون ريال، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 11.7 تريليون ريال بحلول عام 2027، بنمو سنوي مركب يبلغ 6.4%.

من سوق استهلاكي إلى مركز استثماري

أنفقت السعودية ما يزيد عن 623 مليار ريال على منتجات الحلال في عام 2023، لكنها لم تكتفِ بذلك. فقد جذبت استثمارات بقيمة 5.5 مليار ريال في نفس العام، لتتربع على عرش الدول الأكثر استقطابًا لرؤوس الأموال في هذا القطاع، متفوقة على ماليزيا والكويت والإمارات وأندونيسيا، بحسب تقرير شركة "تطوير منتجات الحلال" للعام 2024–2025.

وتقود هذا التوجه الاستراتيجي شركة "تطوير منتجات الحلال" – الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمارات العامة – والتي تعمل على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الشراكات الدولية، مع هدف واضح بتحويل المملكة إلى مركز عالمي موثوق لمنتجات الحلال.

شراكات نوعية واستثمارات استراتيجية

من أبرز الصفقات التي عقدتها "تطوير منتجات الحلال":

  • اتفاقية مع شركة BRF البرازيلية في ديسمبر 2023 لتوسيع الإنتاج المحلي من الدواجن وتحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 80% بحلول عام 2025.

  • استثمار مع شركة Believe السنغافورية في مايو 2024 لنقل مقرها إلى الرياض، وإنشاء مصنع لإنتاج مستحضرات التجميل الحلال مخصص للسوقين المحلي والدولي.

كما تعمل المملكة على مضاعفة إنتاج الجيلاتين الحلال من 450 طنًا إلى 2500 طن سنويًا، بينما تنتج الشركة السعودية للجيلاتين والكبسولات حاليًا أكثر من 3 مليارات كبسولة سنويًا، يُستخدم 85% منها في الصناعات الغذائية.

ثقة المستهلك العالمي في "صُنع في السعودية"

تحظى المنتجات السعودية بثقة واسعة في الأسواق العالمية، إذ صنف 99% من المشاركين في استطلاع رأي من 7 أسواق دولية المملكة ضمن أكثر 5 دول يُوثق بمنتجاتها الحلال، بينما فضّل 92% منهم شراء المنتجات المصنّعة في السعودية.

ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها رمزية المملكة الدينية، والتشريعات الصارمة في ما يتعلق بالحلال، والرقابة المؤسسية المتقدمة. وتعمل "تطوير منتجات الحلال" على تعزيز هذا الثقل عبر تطوير الشهادات والمعايير، وتقديم خدمات استشارية تسهل دخول المستثمرين إلى القطاع.

فرص التصدير وتقليل الاعتماد على الواردات

بحسب تقرير الشركة، تملك السعودية إمكانات لتعزيز صادراتها في هذا القطاع بنحو 27 مليار ريال، وتوفير أكثر من 66 مليار ريال كانت تُنفق على واردات، خصوصًا في مجالات الغذاء والدواء.

ويمثّل هذا التوجه إحدى أدوات تحقيق رؤية المملكة 2030، عبر دعم سلاسل الإمداد المحلية، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز مساهمة الصناعة في الناتج المحلي، مع قدرة واضحة على تلبية الطلب الموسمي المرتبط بالحج والعمرة.

رؤية عالمية.. ونموذج سعودي رائد

يرى فواز الحربي، رئيس مجلس إدارة شركة "تطوير منتجات الحلال"، أن طموح المملكة لا يتوقف عند الاكتفاء المحلي أو تعزيز صادراتها، بل يشمل أيضًا ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتنظيم وإنتاج وتسويق منتجات الحلال، من خلال نموذج سعودي يمزج بين الجودة، والامتثال، والموثوقية.