48 مليار دولار ضخها أثرياء أمريكا في صناديق الائتمان الخاصة بالنصف الأول من 2025

تشهد صناديق الائتمان الخاصة إقبالاً استثنائياً من جانب المستثمرين الأفراد الأثرياء في الولايات المتحدة، مدفوعين بإغراء العوائد المرتفعة، وهو ما ساهم في تعويض التراجع الملحوظ في استثمارات المؤسسات الكبرى خلال الفترة الأخيرة.
ووفقاً لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، ضخ المستثمرون الأثرياء في أمريكا نحو 48 مليار دولار في صناديق الائتمان الخاصة خلال النصف الأول من العام الحالي، في وقت يتوقع فيه بنك "إيه آر ستانجر" الاستثماري أن تتجاوز التدفقات السنوية هذا العام مستويات عام 2023، بل وربما تحطم الرقم القياسي المسجل في 2024 والبالغ 83.4 مليار دولار.
ولم يقتصر الزخم على الولايات المتحدة، إذ شهدت أوروبا بدورها طفرة واضحة، حيث تضاعفت أصول ما يُعرف بـ"صناديق الدين الخاصة دائمة الخضرة" لتصل إلى 24 مليار يورو بنهاية يونيو الماضي، وفق تقديرات شركة "نوفانتيجو" الاستشارية.
وتعكس هذه التدفقات المتنامية، بحسب وكالة موديز للتصنيف الائتماني، المكانة المتصاعدة للأفراد في استراتيجيات الاستثمار الخاصة، باعتبارهم إحدى أبرز جبهات النمو الجديدة في القطاع.
كما أنها تأتي في سياق الجهود التي بذلتها المجموعات الاستثمارية لفتح أبواب سوق التقاعد الأمريكي أمام منتجات الاستثمار الخاصة، وهو ما تعزز بقرار تنفيذي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس، أتاح إدراج هذه الصناديق ضمن خطط التقاعد "401 كيه".
ورغم حالة عدم اليقين التي أشاعتها الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على شركائها التجاريين مطلع العام، واصلت التدفقات نحو هذه الصناديق مسارها التصاعدي، ما عزز ثقة المستثمرين في صمود الطلب حتى في أوقات الاضطراب.
ويظل المشهد التنافسي محتدماً داخل هذا السوق، حيث تتصدر "بلاكستون" المشهد، في مواجهة منافسين كبار مثل "أبولو جلوبال مانجمنت"، و"بلو أُول"، و"أريس مانجمنت"، و"إتش بي إس" التابعة لـ"بلاك روك".
وفي أوروبا، دفع هذا الإقبال المتزايد إلى إطلاق موجة من الصناديق الجديدة، إذ ارتفع عدد صناديق "دائمة الخضرة" إلى 37 صندوقاً في 2023 مقارنة بـ6 فقط في 2022.
ورغم المكاسب الكبيرة، حذر بعض المحللين من أن تضخم الرسوم والسباق المحموم نحو القروض المجمعة الخاصة قد يثيران مخاوف على استدامة النمو.
ومع ذلك، تبقى صناديق الائتمان الخاصة خياراً جذاباً للأفراد الباحثين عن عوائد مرتفعة خارج الأسواق التقليدية، بفضل مرونتها الاستثمارية وطبيعتها غير المقيدة بآجال محددة.