الإثنين 8 سبتمبر 2025 02:01 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

النفط يواصل الهبوط للجلسة الثالثة مع تصاعد المخاوف من زيادة المعروض وضعف الطلب

الجمعة 5 سبتمبر 2025 09:13 صـ 12 ربيع أول 1447 هـ
النفط
النفط

سجلت أسعار النفط تراجعًا لليوم الثالث على التوالي، اليوم الجمعة 5 سبتمبر، وسط ضغوط متزايدة ناتجة عن توقعات بارتفاع الإمدادات، وزيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن استقرار الطلب العالمي على الوقود.

وتمضي أسعار الخام نحو تكبّد أول خسارة أسبوعية لها منذ ثلاثة أسابيع، في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الترقب قبيل اجتماع مرتقب لتحالف "أوبك+"، من المتوقع أن يبحث زيادة إضافية في الإنتاج خلال شهر أكتوبر المقبل.

تراجع الأسعار

بحلول الساعة 08:20 صباحًا بتوقيت أبوظبي، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 10 سنتات أو ما يعادل 0.15% لتصل إلى 66.89 دولارًا للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 13 سنتًا أو 0.20% إلى 63.35 دولارًا.

وعلى مدار الأسبوع، فقد خام برنت نحو 1.78% من قيمته، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% حتى الآن.

ضغوط من "أوبك+" والمنافسة الأمريكية

وذكر محللو بنك ANZ للأبحاث في مذكرة صادرة اليوم، أن أسعار النفط لا تزال تحت ضغط متزايد نتيجة مخاوف من اتجاه "أوبك+" إلى ضخ مزيد من البراميل في السوق، في مسعى لاستعادة الحصة السوقية التي فقدتها خلال السنوات الأخيرة لصالح منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وأكد مصدران لوكالة "رويترز" أن ثمانية أعضاء من التحالف، الذي يضم منظمة أوبك وروسيا ودولًا أخرى، يعتزمون مناقشة رفع جديد للإنتاج خلال الاجتماع المرتقب يوم الأحد، ما قد يُسرع عملية تقليص تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 1.6% من الطلب العالمي، قبل الموعد المخطط له بأكثر من عام.

بيانات المخزون الأمريكي

وفي سياق متصل، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الصادرة يوم أمس الخميس، أن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 2.4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في وقت بدأت فيه المصافي الدخول في موسم الصيانة، وذلك على عكس التوقعات التي أشارت إلى انخفاض قدره مليوني برميل.

ويرى محللو مؤسسة BMI أن قطاع التكرير والتوزيع لعب دورًا داعمًا لأسعار النفط خلال الأشهر الماضية، إلا أن تقلص هوامش التكرير في الفترة المقبلة نتيجة تباطؤ الطلب العالمي وزيادة وتيرة صيانة المصافي، قد يؤدي إلى تراجع استهلاك الخام وبالتالي انخفاض الضغط الشرائي في السوق.

التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها

ورغم الضغوط الناجمة عن المعروض والمخزون، لا تزال مخاطر الإمداد تهيمن على المشهد. فقد كشف مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ الزعماء الأوروبيين بضرورة وقف شراء النفط الروسي، ضمن تحركات تستهدف تقليص عائدات موسكو من صادرات الطاقة.

وقد يؤدي أي تراجع محتمل في صادرات روسيا من النفط الخام إلى عودة الأسعار إلى الارتفاع، خاصة في ظل عدم يقين يتعلق بإمدادات بديلة كافية في المدى القصير.

نظرة مستقبلية

مع قرب انعقاد اجتماع "أوبك+" المقرر يوم الأحد، تترقب الأسواق ما إذا كان التحالف سيقرر بالفعل زيادة إضافية في الإنتاج، أم سيؤجل القرار حفاظًا على توازن السوق. في المقابل، يبقى ضعف الطلب وتراكم المخزونات عاملين حاسمين في الضغط على الأسعار، ما يجعل الاتجاه العام للسوق هشًا ومحاطًا بعدد من التحديات المتقابلة.