الإثنين 8 سبتمبر 2025 06:50 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الأسهم الأمريكية تتراجع مع تزايد إشارات الركود وفرص خفض أسعار الفائدة

السبت 6 سبتمبر 2025 10:43 صـ 13 ربيع أول 1447 هـ
الأسهم الأمريكية
الأسهم الأمريكية

تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية في ختام تعاملات الأسبوع الماضي في بورصة وول ستريت، وسط حالة من الترقب لدى المستثمرين بشأن السياسة النقدية المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، في ظل بيانات اقتصادية أظهرت ضعفًا في نمو الوظائف وتباطؤاً ملحوظًا في سوق العمل الأميركي خلال أغسطس.

تراجع جماعي للمؤشرات

وسجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بمقدار 209.7 نقطة أو 0.5% ليغلق عند 45404.9 نقطة، كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 20.5 نقطة أو 0.3% ليصل إلى 6481.5 نقطة، في حين خسر مؤشر ناسداك المجمع نحو 5 نقاط أو 0.02% ليغلق عند 21702.7 نقطة.

ورغم التراجع العام، شهد سهم شركة برودكوم قفزة قوية بعد أن توقعت الشركة تحقيق إيرادات فصلية تفوق التقديرات بدعم من النمو المتزايد في الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا سيما خلال السنة المالية 2026.

تباطؤ في سوق العمل يعزز احتمالات خفض الفائدة

أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة يوم الجمعة الماضي أن سوق العمل الأميركي فقد زخمه، حيث ارتفعت الوظائف غير الزراعية بـ 22 ألف وظيفة فقط خلال أغسطس، مقارنة بتوقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 75 ألف وظيفة، ما يعكس أضعف نمو شهري منذ شهور.

كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3% مقابل 4.2% في يوليو، في حين ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 0.3% على أساس شهري إلى 36.53 دولارًا، وبلغ معدل نمو الأجور السنوي 3.7%. وظل معدل ساعات العمل الأسبوعية ثابتًا عند 34.2 ساعة، فيما استقر معدل المشاركة في القوى العاملة عند 62.3%، منخفضًا بـ0.4 نقطة مئوية على أساس سنوي.

كما زاد عدد العاطلين عن العمل لفترة طويلة إلى 1.93 مليون شخص، وهو ما يعادل أكثر من ربع إجمالي عدد العاطلين، في حين انخفض عدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل بمقدار 199 ألف شخص، ما يشير إلى تراجع الثقة في فرص التوظيف المتاحة.

الفيدرالي الأمريكي يوازن بين مخاطر الركود والتضخم

هذه البيانات الضعيفة عززت التوقعات بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر، في محاولة لدعم سوق العمل المتباطئة.

وكان رئيس الفيدرالي جيروم باول قد لمح في وقت سابق إلى احتمالية اتخاذ خطوة نحو التيسير النقدي، لكنه لم يُلزم نفسه بموعد محدد، مؤكدًا أن البنك المركزي سيواصل مراقبة التوازن الدقيق بين تباطؤ النمو الاقتصادي وضغوط التضخم.

وفي تصريح له خلال مؤتمر جاكسون هول بولاية وايومينغ، تحدث باول عن "توازن المخاطر"، مؤكدًا أن مجلس الاحتياطي يعي خطورة تباطؤ التوظيف، لكنه في الوقت ذاته لا يزال يرى أن التضخم يشكل تهديدًا قائمًا، ما يجعل السياسة النقدية عرضة للتعديل المستقبلي وفق تطورات الاقتصاد.

آراء السوق: خفض الفائدة يلوح في الأفق

وفي هذا السياق، قال بيت مولمات، الرئيس التنفيذي لشركة "آي.جي نورث أميركا" الأم لشركة "تيستي تريد"، إن السوق قد لا يتأثر بشكل كبير ببيان بيانات واحد فقط، لكنه أشار إلى أن تراكم الإشارات السلبية سيدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم.

من جانبه، اعتبر آرت هوغان، كبير استراتيجيي الأسواق في "بي رايلي ويلث"، أن تصريحات باول تمثل إشارة واضحة لانفتاح الفيدرالي على تعديل سياسته النقدية، في حال استمرت المؤشرات الاقتصادية في التراجع، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه أسعار الفائدة.