بورصة إسطنبول تحت ضغط اعتقالات مرتبطة بالتلاعب في الأسهم

بعد موجة صعود قوية شهدتها الأسواق التركية أمس، عادت بورصة إسطنبول اليوم الثلاثاء لتواجه ضغوطاً سلبية مع إعلان السلطات عن حملة اعتقالات استهدفت عدداً من المتهمين بالتلاعب في السوق.
وذكرت النيابة العامة في تركيا أن الشرطة ألقت القبض على 14 شخصاً، بينهم موظفون في شركة الاستثمار المحلية «إنفستكو» القابضة، وذلك في إطار تحقيقات كشفت عن تداولات مشبوهة تسببت بخسائر لصغار المستثمرين. وأوضحت أن التحقيقات المالية أظهرت عمليات غسل أموال ناتجة عن تلك التداولات، في انتهاك مباشر لقوانين أسواق رأس المال.
سقوط «إنفستكو»
تأثرت أسهم «إنفستكو» سريعاً بالأنباء، إذ هبطت بالحد الأقصى المسموح به يومياً بنسبة 10% لتصل إلى 738 ليرة، لتتصدر قائمة الخاسرين في السوق.
وتشير البيانات المالية للشركة، المنشورة في بورصة إسطنبول، إلى خسائر عائدة للمساهمين بقيمة 2.24 مليار ليرة، إضافة إلى خسائر تشغيلية بلغت نحو 2.5 مليار ليرة (61 مليون دولار تقريباً).
أداء السوق
ورغم هذه التطورات، تمكن المؤشر الرئيسي «بيست 100» من تسجيل ارتفاع طفيف نسبته 0.24% ليغلق عند 11026.99 نقطة، فيما صعد مؤشر «بيست 30» بنسبة محدودة بلغت 0.01% عند 12196.46 نقطة. على الجانب الآخر، تراجع مؤشر البنوك «بيست ليكويد» بنحو 0.51% ليصل إلى 14180.7 نقطة.
الليرة التركية
الليرة التركية شهدت بدورها بعض التحسن، إذ ارتفعت إلى 41.27 مقابل الدولار بعدما لامست في وقت سابق اليوم 41.334، لكنها ما تزال قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية المسجلة في 8 سبتمبر عند 41.3889 ليرة للدولار.
وكانت البنوك الحكومية قد ضخت الأسبوع الماضي نحو 5 مليارات دولار في السوق للحد من خسائر العملة التي تضررت بفعل التوترات السياسية.
خلفية سياسية
جاءت موجة الصعود في الأسواق أمس بعد أن أرجأت محكمة في أنقرة البت في قضية تهدد زعيم المعارضة الرئيسي، ما اعتبره محللون إشارة إلى احتمال وجود انقسامات داخل المؤسسة القضائية.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن المخاطر السياسية لا تزال قائمة، في ظل غياب اليقين بشأن الحكم النهائي، الأمر الذي يبقي المستثمرين في حالة ترقب.