الأربعاء 17 سبتمبر 2025 08:54 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

رهان بـ100 مليار دولار.. هيكل جديد يعيد رسم مستقبل ”أوبن إيه آي”

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 03:03 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
أوبن إيه آي
أوبن إيه آي

بعد أشهر من التفاوض مع الجهات التنظيمية والأطراف ذات الصلة، أعلنت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) أنها بصدد الانتقال إلى هيكل جديد كشركة تقليدية هادفة للربح، عبر تأسيس شركة نفع عام، في خطوة تهدف إلى تأمين مليارات إضافية من التمويلات لتطوير منتجاتها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وبموجب الخطة، سيبقى الكيان غير الربحي لـ"أوبن إيه آي" مشرفاً على أعمال الشركة، مع حصوله على حصة أسهم تُقدر بأكثر من 100 مليار دولار في الكيان الجديد.

دوافع التحول

يتيح هيكل "شركة النفع العام" للشركات الجمع بين الأهداف الاجتماعية والمالية، ويمنح إدارتها مرونة أكبر لموازنة مصالح المساهمين مع المنافع المجتمعية.

ويُنتظر أن يسهم هذا النموذج في تسهيل جذب الاستثمارات، مع بقاء الشركة ملتزمة برسالتها الاجتماعية، وسط ضغوط متزايدة من بعض المستثمرين لتحقيق أرباح أعلى.

اختلاف عن الهيكل الحالي

تعمل "أوبن إيه آي" حالياً ضمن هيكل هجين يجمع بين كيان غير ربحي وشركة تابعة محدودة المسؤولية (LLC) يسعى للربح، تملك "مايكروسوفت" فيه حصة أقلية.

وكان هذا النموذج يعتمد على سقف محدد لعوائد المستثمرين. أما الهيكل الجديد، فسيرفع هذا السقف بالكامل، ما يعزز من جاذبية الشركة للمستثمرين، مع استمرار إشراف الكيان غير الربحي.

تحديات الحوكمة

لا تزال تفاصيل الحوكمة قيد الإعداد، إذ ستظل المجالس الإدارية في البداية متطابقة بين الكيانين الربحي وغير الربحي، قبل أن يتمكن الأخير لاحقاً من تعيين أعضاء جدد لمجلس إدارة الشركة الربحية.

وتثير هذه النقطة جدلاً، خاصة أن خلافاً حول الحوكمة أطاح مؤقتاً بالرئيس التنفيذي سام ألتمان في عام 2023.

انتقادات وتساؤلات

يواجه هذا التحول انتقادات من أكاديميين وموظفين سابقين ومنافسين، من بينهم إيلون ماسك، الذي يتهم "أوبن إيه آي" بأنها تعطي الأولوية للأرباح على حساب تطوير ذكاء اصطناعي آمن.

كما يحذر خبراء من أن غياب معايير واضحة لتقييم التزامات شركات النفع العام قد يفتح الباب لاتهامات بـ"التسويق الأخلاقي".

سوابق مشابهة

تسير شركات ناشئة أخرى في الذكاء الاصطناعي، مثل "أنثروبيك" (Anthropic) و"إكس إيه آي" (xAI) المملوكة لماسك، على نفس النهج القانوني.

كما تبنت شركات استهلاكية عالمية مثل "أول بيردز" و"وربي باركر" هذا النموذج، وإن كانت تجربة "أوبن إيه آي" فريدة بسبب بقاء مؤسستها غير الربحية لاعباً أساسياً.

عقبات أمام التنفيذ

إلى جانب الحاجة إلى موافقة "مايكروسوفت"، تواجه "أوبن إيه آي" مراجعات من المدعين العامين في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير بشأن تبعات الهيكل الجديد.

كما تتعرض لضغوط إضافية بعد تقارير عن تفاعل منتجاتها مع أطفال، أحدها انتهى بحادثة انتحار في كاليفورنيا.

وفي وقت سابق من سبتمبر، أعلنت الشركة و"مايكروسوفت" عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة، تمهيداً لاتفاقية نهائية تحدد شكل الشراكة المعدلة.

رهان ضخم على الذكاء الاصطناعي

تتوقع "أوبن إيه آي" أن تتجاوز نفقاتها 115 مليار دولار بحلول 2029، ما يجعل إعادة هيكلتها خطوة أساسية لتأمين التمويل اللازم، وسط سباق عالمي محموم لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.

موضوعات متعلقة