من المعارض إلى الإنترنت.. كيف تغيرت تجربة شراء السيارات في السعودية؟
يشهد سوق السيارات في المملكة العربية السعودية تحولات كبرى في طريقة شراء وامتلاك السيارات، مدفوعًا بثلاثية متكاملة من التحول الرقمي، وتغير سلوك المستهلك، وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، في وقت تتجه فيه المملكة لترسيخ مكانتها كمنصة رقمية رائدة في المنطقة والعالم.
بيئة رقمية ناضجة تدعم قطاع السيارات
احتلت السعودية المرتبة الثانية عالميًا بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية لعام 2024، ما يؤكد على نضوج البيئة الرقمية، ويدعم التحول النوعي في القطاعات الحيوية، وعلى رأسها سوق السيارات.
هذا التقدم لا يقتصر على الجانب الحكومي فقط، بل يمتد إلى القطاع الخاص، الذي أصبح يتبنى التكنولوجيا كمحرك رئيسي للنمو، وتحقيق تجربة مستخدم متطورة.
سلوك المستهلك يتغير.. والشراء الإلكتروني في الصدارة
تغيرت عادات المستهلك السعودي بشكل كبير، إذ لم تعد زيارة صالات العرض خطوة أساسية ضمن رحلة الشراء، بل أصبحت المنصات الرقمية قناة مفضلة للشراء.
وبحسب تقرير "مستقبل التنقل بالسيارات 2024"، فإن 53% من مستهلكي الشرق الأوسط مستعدون لإتمام عملية شراء السيارة بالكامل عبر الإنترنت، وهي أعلى نسبة عالميًا، في دلالة واضحة على عمق التحول السلوكي.
منصات رقمية متكاملة لإدارة رحلة الشراء
أصبحت منصات مثل "موتري.كوم" تمثل نموذجًا للمنصات المتكاملة التي تُسهّل تجربة الشراء الرقمي، بداية من البحث عن السيارة، إلى المقارنة بين الطرازات، مرورًا بخيارات التمويل والتأمين، وصولًا إلى خدمات ما بعد البيع.
وتعزز أدوات مثل التسعير اللحظي، والروبوتات الذكية، والدعم الافتراضي، من ثقة المستخدمين، وتقلل من التردد في اتخاذ قرار الشراء.
التمويل والتأمين.. بضغطة زر
باتت خدمات التمويل والتأمين الرقمي جزءًا لا يتجزأ من تجربة الشراء الحديثة، حيث يمكن للمستخدمين الحصول على الموافقة الائتمانية، ومقارنة خطط السداد، والتأمين، دون الحاجة لزيارة البنوك أو الجهات المزودة للخدمة.
هذه المنظومة المتكاملة توفر الوقت والتكلفة، وتسهم في رفع كفاءة عمليات البيع والشراء.
سوق السيارات الإلكترونية في السعودية.. نمو بـ 9.2% سنويًا
كشف تقرير صادر عن مجموعة IMARC أن حجم سوق شراء السيارات عبر الإنترنت في السعودية بلغ 3.2 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 7.7 مليار دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.2%.
هذا النمو يأتي مدفوعًا بثقة المستهلك المتزايدة، والاستثمار المستمر في البنية التحتية التقنية داخل المملكة.
الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين.. مستقبل صناعة السيارات
لم تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين ترفًا تقنيًا، بل أصبحت ضرورة استراتيجية في سوق السيارات.
تسعى السعودية إلى جذب استثمارات بقيمة 21 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، ويُستخدم هذا التقدم في تطبيقات مثل:
القيادة الذاتية
الصيانة التنبؤية
تحسين تجربة المستخدم عبر تخصيص الخدمات
أما تقنية البلوك تشين، فهي تُحدث نقلة نوعية في شفافية المعاملات، وتساعد في إنشاء سجل موثوق لدورة حياة المركبة، ما يقلل من حالات الاحتيال ويزيد من ثقة المستهلك.
التحديات قائمة.. والنموذج الهجين هو الحل
رغم الطفرة الرقمية، لا يزال السوق يواجه بعض التحديات، أبرزها:
فجوة الثقة لدى بعض المستهلكين تجاه المعاملات الرقمية
الحاجة إلى التعليم الرقمي وتعزيز الثقافة التقنية
تفضيل البعض للتفاعل الفعلي مع السيارة قبل الشراء