البنك المركزي المصري يؤكد على شراكة استراتيجية مع أفريقيا لتعزيز التجارة ودعم القطاع الخاص

أكد طارق الخولي، نائب محافظ البنك المركزي المصري، أن مصر تمتلك رؤية استراتيجية واضحة تجاه تعزيز الشراكة مع القارة الأفريقية، مدعومة بتوجيهات القيادة السياسية التي تُولي اهتماماً كبيراً بتمكين القطاع الخاص، باعتباره عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
جاءت تصريحات الخولي خلال مشاركته في فعاليات النسخة الحادية عشرة من نادي أفريقيا والتنمية، التي انطلقت تحت شعار "ربط الأسواق لبناء المستقبل"، بتنظيم أحد البنوك المغربية العاملة في السوق المصري، وبمشاركة عدد من المسؤولين وصُنّاع القرار في مجالات الاقتصاد والاستثمار، من بينهم الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التنمية الاقتصادية، ووزيرة التخطيط السابقة، وحسام هيبة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، وباسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، والدكتور محمد فريد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية.
قطاع مصرفي عريق في خدمة الاقتصاد المصري
وأشار الخولي إلى أن القطاع المصرفي المصري يتمتع بتاريخ طويل يمتد لأكثر من قرن، ولعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الوطني، لاسيما في مواجهة التحديات والصدمات الاقتصادية، مشيدًا بما يشهده القطاع حاليًا من زخم متزايد واهتمام ملموس بالقارة الأفريقية كوجهة استثمارية وتجارية واعدة.
وأوضح أن مصر تحتضن مقر البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)، وتعد من أكبر المساهمين فيه، ما يعكس الدور الريادي المصري في تمكين ودعم التكامل الاقتصادي داخل القارة السمراء، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة القارية التي تمثل منصة استراتيجية لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية.
دور فاعل لمصر في دعم التكامل المصرفي والتجاري الأفريقي
وكشف نائب محافظ البنك المركزي عن وجود وحدة مخصصة للشؤون الأفريقية داخل البنك المركزي المصري، تُعد من أوائل الوحدات المتخصصة على مستوى المنطقة، وتهدف إلى تعزيز التواجد المصرفي المصري داخل القارة، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع البنوك والمؤسسات المالية الأفريقية.
وأشار الخولي إلى أن مصر كانت من الدول المؤسسة لمجموعة دول الكوميسا، وأسهمت بفاعلية في دعم جهود التجارة البينية بين دول القارة، إلى جانب تقديم نماذج متقدمة للتكامل الاقتصادي والمصرفي، كما تُسهم في تمكين الشباب الأفريقي من خلال مبادرات تدعم تنمية التجارة وفتح أسواق عمل جديدة.
أهداف المؤتمر: تكامل الأسواق وبناء مستقبل مشترك
تركز فعاليات مؤتمر "نادي أفريقيا والتنمية" على دعم الشراكة بين مصر والدول الأفريقية، وتعزيز الربط بين الأسواق الأفريقية من خلال أدوات مالية واستثمارية تدعم التجارة الحرة القارية، وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية الاقتصادية المشتركة.
وتأتي هذه المبادرات في وقت تشهد فيه القارة السمراء اهتمامًا دوليًا متزايدًا، وتُعد مصر من أبرز الدول الداعمة لجهود الاندماج الأفريقي عبر مسارات سياسية ومصرفية وتجارية متنوعة، ما يرسخ مكانتها كمركز محوري في جهود تطوير القارة وتحقيق أهداف أجندة أفريقيا 2063.