تذبذب عالمي واستقرار محلي.. الذهب يترقب نتائج المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية وبيانات التضخم

يشهد سعر الذهب العالمي تذبذبًا لليوم الثاني على التوالي، وذلك في ظل ترقب الأسواق الحثيث لتطورات محادثات التجارة الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في لندن. هذا الترقب يلقي بظلاله على تحركات المعدن النفيس، الذي يشهد حاليًا ارتفاعًا طفيفًا.
الذهب العالمي: ارتفاع طفيف وتأثر بالمفاوضات التجارية
سجل سعر أونصة الذهب العالمي اليوم ارتفاعًا بنسبة 0.1%، ليصل إلى أعلى مستوى عند 3334 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح تداولات اليوم عند مستوى 3324 دولارًا، ليتداول حاليًا عند 3330 دولارًا للأونصة، وفقًا لتقارير "جولد بيليون".
تتناول محادثات التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم قضايا متعددة تتراوح بين التعريفات الجمركية والقيود المفروضة على المعادن النادرة. ومن المقرر أن تستمر هذه المحادثات حتى يوم الثلاثاء، حيث تراقب الأسواق عن كثب أي إعلانات عن تقدم في المفاوضات.
أوضحت منصة "جولد بيليون" أن التوقعات بحدوث المزيد من التهدئة في التوترات التجارية بين أمريكا والصين، بعد هدنة تجارية مؤقتة في مايو الماضي، قد أدت إلى زيادة الإقبال على المخاطرة، مما قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن. ونوهت المنصة بأن استمرار المفاوضات التجارية بين القوتين العظميين يدفع الذهب للتداول بحذر، وسط متابعة لأي تقدم قد يحدث.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح بأن إدارته "تبلي بلاءً حسنًا" في المفاوضات، وذلك بعد اتفاق الجانبين على تعليق مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة الشهر الماضي، الأمر الذي خفف من وطأة التوترات في الأسواق المالية بشكل عام.
عوامل مؤثرة أخرى: التضخم والتوترات الجيوسياسية
من المقرر أن تصدر غدًا بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الاقتصاد الأمريكي. وفي حال ارتفاع المؤشر بشكل طفيف، فسيكون ذلك نتيجة متوقعة. ولكن إذا شهد ارتفاعًا كبيرًا، فقد يثير ذلك بعض القلق لدى المستثمرين، وأي لجوء إلى الملاذات الآمنة قد يعزز سعر الذهب.
من جهة أخرى، عززت التوترات الجيوسياسية المتزايدة، خاصة بين روسيا وأوكرانيا، من الطلب على الملاذ الآمن بشكل عام مثل الذهب. ويضاف إلى ذلك سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت من الصين. فقد أظهرت البيانات الصادرة عن الصين تباطؤ نمو الصادرات إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر خلال شهر مايو، حيث أثرت الرسوم الجمركية الأمريكية على الشحنات. في الوقت نفسه، تزايد انكماش أسعار السلع الصناعية إلى أدنى مستوى له في عامين، مما يعكس تحديات اقتصادية تواجهها بكين.
تدفقات صناديق الذهب ومشتريات البنوك المركزية
بالنظر إلى التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، فقد شهدت ارتفاعًا خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو، مسجلة 8.8 طن ذهب، وهو ارتفاع في التدفقات للأسبوع الثالث على التوالي. هذا الارتفاع كان بقيادة صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية بمقدار 6.3 طن، بالإضافة إلى صناديق أوروبا بمقدار 3.4 طن. وتدل هذه البيانات على استمرار رغبة المستثمرين في الحفاظ على جزء من استثماراتهم في الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.
أما عن مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب، فقد وصل صافي المشتريات إلى 12 طنًا في أبريل، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 12% عن الشهر السابق، وأقل من متوسط 12 شهرًا البالغ 28 طنًا. وأشار مجلس الذهب العالمي إلى أن السبب وراء هذا التراجع قد يكون الارتفاع السريع في أسعار الذهب منذ بداية العام.
استقرار الذهب محليًا في ظل ضعف الطلب والعطلات
يتحرك الذهب العالمي بشكل طفيف حول نفس المستويات، مما ينعكس على أسعار الذهب محليًا، التي تشهد تذبذبًا محدودًا. هذا الاستقرار النسبي في الأسعار المحلية يعزى إلى ضعف الطلب المحلي خلال فترة العطلات، بالإضافة إلى الحركة العرضية لسعر الذهب العالمي، مما ينتج عنه تغيرات ضعيفة في السعر.
افتتح الذهب عيار 21، وهو الأكثر شيوعًا في مصر، تداولات اليوم الثلاثاء عند مستوى 4670 جنيهًا للجرام، وظل يتداول عند نفس المستوى وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن افتتح وأغلق تداولات الأمس عند نفس النقطة.
يعود السبب وراء التحركات الضعيفة للذهب المحلي خلال الفترة الحالية إلى تراجع الطلب المحلي بسبب فترة العطلة، بالإضافة إلى الاستقرار الحالي في سعر الذهب العالمي، الأمر الذي يقلل من فرص حركة السعر بشكل كبير. من جهة أخرى، تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، مما يقلل من تكلفة تسعير الذهب المحلي، وبالتالي يقلل من فرص ارتفاع السعر. يأتي هذا في ظل استقرار الأوضاع المالية والاقتصادية في مصر خلال الفترة الأخيرة، مما ينعكس بشكل إيجابي على استقرار أوضاع سعر الصرف.
توقعات الأسعار: ترقب حذر للذهب العالمي والمحلي
يشهد سعر الذهب العالمي حاليًا استقرارًا خلال تداولات اليوم، وذلك في ظل ترقب الأسواق لتطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تُجرى حاليًا في لندن. من جهة أخرى، يُنتظر هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قد يكون لها تأثير على تحركات الذهب.
تسيطر التحركات الضعيفة على أداء الذهب العالمي بسبب تذبذب السعر العالمي، بالإضافة إلى ضعف الطلب المحلي بسبب فترة العطلة، مما يجعل التغيرات محدودة في أسواق الذهب. تستقر تداولات الذهب العالمي حاليًا حول مستوى 3330 دولارًا للأونصة، حيث يشهد مؤشر الزخم تذبذبًا حول منطقة محايدة، الأمر الذي يقلل من فرص تحديد اتجاه السعر خلال الأيام الحالية.
أما على الصعيد المحلي، يتداول سعر الذهب عيار 21 حول مستوى 4670 جنيهًا للجرام منذ جلسة أمس، ليستمر التذبذب حول هذا المستوى في ظل عدم وضوح الاتجاه حاليًا. ومع ذلك، تأثر السعر بتحركات الذهب العالمي، ويميل إلى الارتفاع بشكل طفيف خلال الأيام القليلة الماضية بسبب العطلة.