الذهب يستقر وسط توتر جيوسياسي وترقب لقرار الفيدرالي الأمريكي

استقرت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط حذر يسيطر على الأسواق قبل صدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، بينما يعزز التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط الطلب على الملاذات الآمنة، لا سيما الذهب.
ووفقًا لبيانات "جولد بيليون"، سجل سعر أونصة الذهب العالمية انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1%، ليبلغ أدنى مستوى عند 3370 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح التداولات عند 3395 دولارًا، ويتداول حاليًا عند نحو 3384 دولارًا للأونصة.
ويواصل المعدن الأصفر التذبذب في نطاق ضيق لليوم الثاني على التوالي، في ظل ترقب الأسواق لنتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي، حيث يُتوقع على نطاق واسع تثبيت أسعار الفائدة. إلا أن المستثمرين يترقبون إشارات واضحة من رئيس البنك جيروم باول حول مسار السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة، وما إذا كان هناك توجه فعلي نحو تخفيض الفائدة في وقت لاحق من العام.
ويأتي ذلك في وقت تعزز فيه البيانات الاقتصادية الضعيفة من احتمالات خفض الفائدة، إذ أظهرت بيانات أمريكية حديثة تراجع مبيعات التجزئة في مايو بنسبة 0.9%، ما يعكس ضعف إنفاق المستهلكين ويزيد من الضغط على الفيدرالي لتبني سياسة أكثر تيسيرًا.
على صعيد التوترات الجيوسياسية، لا يزال الصراع بين إيران والكيان الصهيوني يشهد تصعيدًا مستمرًا، حيث دخل اليوم الأربعاء يومه السادس من المواجهات العسكرية المتبادلة، وسط تقارير عن توجيه ضربات صاروخية جديدة. وزاد الوضع توترًا بعد نشر وول ستريت جورنال تقريرًا يشير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يدرس توجيه ضربات عسكرية مباشرة ضد إيران، تشمل استهداف منشآتها النووية، مطالبًا بـ"استسلام غير مشروط".
وفي هذا السياق، عزز الجيش الأمريكي وجوده في الشرق الأوسط بنشر طائرات مقاتلة إضافية، إلى جانب خطط لتوسيع نطاق العمليات الجوية، ما زاد من حالة القلق في الأسواق العالمية وأعاد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
من جهة أخرى، أشار تقرير صادر عن مجموعة "سيتي جروب" إلى أن أسعار الذهب قد تشهد تراجعًا حادًا في النصف الثاني من عام 2026، متوقعة انخفاض السعر إلى ما بين 2500 و2700 دولار للأونصة، مع تراجع الطلب العالمي وتحسن مؤشرات النمو الاقتصادي. لكن المجموعة أوضحت أيضًا أن هناك احتمالية بنسبة 60% بأن يظل الذهب متماسكًا فوق مستوى 3000 دولار خلال الربع المقبل، قبل أن يبدأ مسار الهبوط.
وفي مؤشر إيجابي، كشف مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الرابع على التوالي، حيث بلغت الزيادة 21.7 طنًا من الذهب خلال الأسبوع المنتهي في 13 يونيو، وهو أعلى مستوى للتدفقات منذ ستة أسابيع، ما يشير إلى استمرار اهتمام المستثمرين بالمعدن الثمين رغم تقلبات السوق.
ويظل الذهب تحت مجهر المستثمرين، وسط ترقب لمخرجات اجتماع الفيدرالي الأمريكي، ومتابعة دقيقة للتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، في وقت تشكل فيه العوامل السياسية والاقتصادية العالمية بيئة مضطربة تعزز جاذبية الأصول الآمنة.