وسط التحديات العالمية.. مصر تنوع مصادر الغاز عبر سفن تغييز وتحفيز الإنتاج المحلي

بدأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولته اليوم السبت بتفقد سفينة تغييز الغاز الطبيعي المسال الجديدة “Energos Eskimo” بميناء العين السخنة، برفقة المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، وعدد من قيادات قطاع البترول، في إطار جهود الحكومة لتعزيز منظومة إمدادات الطاقة استعدادًا لفصل الصيف.
وأكد رئيس الوزراء أن هذه الخطوة تعكس التزام الدولة بخطط تأمين إمدادات الغاز الطبيعي، ومواجهة أوقات الذروة في الاستهلاك خلال الصيف، مشددًا على أن تشغيل سفن التغييز يمثل جزءًا من استراتيجية الدولة لزيادة المرونة والاعتماد على مصادر متعددة للطاقة.
وأشار مدبولي إلى أن السفينة "Energos Eskimo" تُعد الثانية من نوعها التي يتم إدخالها إلى الخدمة في ميناء العين السخنة، بعد السفينة الأولى "Hoegh Galleon" التي بدأت عملها العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة تشغيل أربع سفن تغييز تهدف لزيادة قدرات استيراد الغاز الطبيعي المسال.
وخلال الجولة، اطلع رئيس الوزراء على الأعمال الفنية النهائية التي تُنفذها شركة بتروجت، التابعة لقطاع البترول، استعدادًا لتشغيل السفينة قبل نقلها إلى رصيف ميناء سوميد، حيث تصل طاقتها التصميمية إلى 750 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا.
وزير البترول: خطة عاجلة لتأمين الغاز من خلال سفن تغييز وخطوط بديلة
من جانبه، أوضح المهندس كريم بدوي وزير البترول، أن الوزارة استكملت تجهيز رصيف ثانٍ في ميناء سوميد لاستقبال السفينة، مع تركيب ذراعي تحميل وخطوط لنقل الغاز إلى الشبكة القومية، مؤكدًا أن فرق العمل تواصل تنفيذ الأعمال بكفاءة وسرعة لضمان الانتهاء منها وفق الجدول الزمني المحدد.
وأشار بدوي إلى أن الوزارة كانت قد بدأت منذ العام الماضي اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة التحديات الطارئة في سوق الطاقة العالمية، من خلال التفاوض السياسي والتجاري لتوفير ثلاث سفن تغييز، بالتعاون مع حكومات الأردن وألمانيا، وقد تم التعاقد عليها عبر الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية.
وبحسب الوزير، تصل الطاقة الإجمالية لتلك السفن إلى نحو 2.25 مليار قدم مكعب يوميًا، وتمثل دعمًا كبيرًا لمنظومة إمداد الغاز محليًا. وأكد أن هناك سفينة رابعة ستصل إلى ميناء دمياط على البحر المتوسط خلال أغسطس المقبل لتعزيز استقرار الإمدادات.
خطة مزدوجة: استيراد الغاز وتنمية الإنتاج المحلي
وأضاف الوزير أن وزارة البترول تعمل بالتوازي على تنفيذ خطة عاجلة لتلبية احتياجات السوق، مع مواصلة أعمال تنمية وإنتاج الغاز محليًا، مشيرًا إلى أن القطاع نجح مؤخرًا في السيطرة على التناقص الطبيعي في الإنتاج من خلال إجراءات تحفيزية للاستثمار، وسداد مستحقات الشركاء الأجانب، ما ساهم في إعادة الزخم إلى أنشطة البحث والاستكشاف.
ضغط البرنامج الزمني: "بتروجت" تُنجز الأعمال في 10 أيام بدلًا من 29
وخلال الجولة التفقدية، قدّم المهندس وليد لطفي، رئيس شركة بتروجت، شرحًا تفصيليًا حول أعمال تجهيز السفينة، مشيرًا إلى أن فرق العمل بالشركة تمكنت من تقليص فترة التنفيذ من 29 يومًا إلى 10 أيام فقط، من خلال العمل المستمر على مدار الساعة.
وأشار لطفي إلى أن الأعمال شملت تعديلات ميكانيكية وأنظمة تحكم، إلى جانب تنفيذ اختبارات التشغيل، ما يضمن جاهزية السفينة لتحويل الغاز الطبيعي المسال إلى صورته الغازية وضخه مباشرة إلى الشبكة القومية، في خطوة حيوية لدعم استقرار منظومة الطاقة في البلاد.