تحليل مباراة الأهلي وبورتو.. تعادل مثير يعيد الثقة ويكشف ملامح التطور تحت قيادة ريبييرو

كشف الأهلي عن وجهه الحقيقي في كأس العالم للأندية 2025، بتقديم واحدة من أبرز مبارياته في تاريخ مشاركاته في البطولة، رغم التعادل المثير أمام بورتو البرتغالي بنتيجة 4-4، في مباراة حملت الكثير من الدلالات الفنية والنفسية، وأعادت الأمل في قدرة الفريق على تحقيق نقلة نوعية مستقبلًا.
الأهلي تقدم على بورتو في أربع مناسبات، لكن الفريق البرتغالي كان يعود سريعًا في كل مرة، مستفيدًا من إهدار الأهلي لعدة فرص محققة كانت كفيلة بتحقيق انتصار تاريخي. ورغم ذلك، فقد قدّم "بطل القرن" عرضًا هجوميًا كبيرًا، أظهر خلاله قدرات فنية عالية وتحولات إيجابية مقارنة بأداء الفريق في المباريات السابقة.
الشكوك التي سبقتها العودة
أداء الأهلي في الشوط الثاني من مباراة إنتر ميامي، ثم ظهوره أمام بالميراس، أثار علامات استفهام كثيرة حول مستوى الفريق وجدوى الصفقات الجديدة التي أُبرمت مؤخرًا، حيث بدت الانسجام غائبًا والطموحات الفنية غير مكتملة. لكن العودة القوية أمام بورتو – رغم الغيابات المؤثرة لكل من ياسر إبراهيم، إمام عاشور، ومروان عطية – حملت إشارات على مسار تصاعدي يعكس نضجًا فنيًا وثقة متزايدة.
الأسباب الفنية والنفسية للتحول الإيجابي
التدرج والتكيف
شهد أداء الأهلي تصاعدًا واضحًا من مباراة لأخرى، وصولًا إلى تقديم أفضل شوط ثانٍ له في البطولة أمام بورتو. هذا التدرج في المستوى يعكس قدرة الفريق على التكيف مع ضغط المباريات، فروقات التوقيت، والبيئة التنافسية الصعبة، وهو ما يُعد طبيعيًا في سياق البطولات الكبرى. التدرج ليس فقط بين المباريات، بل كان واضحًا خلال نفس المباراة، حيث تحسّن الأداء مع مرور الوقت.
تغييرات في الإدارة الفنية
شهد الأهلي في فترة قصيرة تغييرًا كبيرًا على مستوى القيادة الفنية، من مارسيل كولر إلى عماد النحاس، ثم إلى خوسيه ريبييرو. هذا التغير السريع كان يمكن أن يؤدي إلى أحد ثلاثة سيناريوهات: انهيار، تحسن تدريجي، أو استجابة فورية. ومباراة بورتو قدمت مؤشرًا إيجابيًا على أن الفريق يسير في طريق التحسن التدريجي، حيث بدأ اللاعبون في استيعاب أفكار المدرب الجديد.
الإحلال والتجديد
الأهلي أبرم عشر صفقات في غضون ستة أشهر، شارك منها سبعة لاعبين، إلى جانب عودة أليو ديانج، وهو ما يمثل حجمًا كبيرًا من التغيير داخل الفريق في وقت زمني محدود. مثل هذه التحولات تستلزم وقتًا للانسجام والربط الفني، وهو ما بدأ في الظهور بشكل واضح أمام بورتو.
فترة إعداد محدودة
خاض الأهلي البطولة بعد فترة راحة قصيرة ودون إعداد كافٍ، في توقيت يقع بين نهاية موسم وبداية آخر، وهو ما يمثل تحديًا بدنيًا وذهنيًا لأي فريق. ورغم ذلك، نجح ريبييرو في تحفيز لاعبيه لإظهار نسخة أكثر تماسكًا وتركيزًا، تدل على بداية حقيقية لمشروع فني جديد داخل القلعة الحمراء.
نظرة مستقبلية
رغم أن التعادل لم يكن النتيجة المثالية، فإن الأداء الذي قدمه الأهلي أمام بورتو يعكس طاقة إيجابية يجب البناء عليها. الجماهير التي شككت في البداية، يمكنها الآن أن ترى مؤشرات واعدة على انسجام قادم وتطور تدريجي في الأداء تحت قيادة ريبييرو. ولعل ما ينقص الفريق في المرحلة المقبلة هو الفاعلية الهجومية واستغلال الفرص، وهي تفاصيل يمكن معالجتها تدريجيًا في ظل التحسن الواضح في الأداء الجماعي.
الأهلي في كأس العالم للأندية 2025 أظهر أنه يمتلك القدرة على المنافسة والتطور، وربما جاءت مباراة بورتو لتكون نقطة تحول حقيقية نحو استعادة الهيبة الفنية لبطل إفريقيا على المسرح العالمي.