موضوع خطبة الجمعة اليوم.. بداية جديدة وأمل متجدد

خصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم 27 يونيو 2025 تحت عنوان: "بداية جديدة وأمل جديد"، لتواكب بداية العام الهجري الجديد برسالة إيمانية وأخلاقية تجمع بين التوجيه نحو الأمل والتجدد، والتحذير من خطر الإدمان بوصفه عائقًا أمام انطلاقة الإنسان نحو مستقبل أفضل.
خطبة الجمعة الأولى: الأمل بوابة العام الجديد
تناولت الخطبة الأولى معاني التفاؤل والإيجابية في مستهل عام هجري جديد، مشددة على أهمية زرع الأمل في النفوس، باعتباره حافزًا للعمل والبناء والتقدم.
وأكد الخطباء على أن الأمل ليس أمنية عابرة، بل هو طاقة روحية ونفسية، تُعين الإنسان على مواجهة الصعاب وتحقيق النجاحات، مستشهدين بقول الله تعالى:
{ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}، و{فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا}.
كما أُشير إلى أن أعظم النماذج التي تبث الأمل في الأمة هي سيرة النبي محمد ﷺ، الذي لم يعرف اليأس طريقًا إلى قلبه، وكان يحب الفأل الحسن وينهى عن التشاؤم، كما ورد في الحديث الشريف: "كان رسول الله يحب الفأل الحسن، ويكره الطيرة".
ودعت الخطبة جموع المسلمين إلى تحويل كل محنة إلى منحة، وكل عثرة إلى دافع للنهوض، والعمل على بناء الذات وتطوير القدرات، والتسلح بالإيمان والعزيمة والثقة بالله، مستلهمةً من الهجرة النبوية دروس الصبر والصمود والانتصار.
الخطبة الثانية: تحذير من الإدمان ودعوة إلى العلاج
أما الخطبة الثانية، فجاءت بصيغة تحذيرية توعوية، ناقشت فيها خطر الإدمان بأنواعه على الأفراد والمجتمعات، مؤكدة أن الإدمان طريق للهلاك النفسي والجسدي والاجتماعي، ويقف عائقًا أمام الطموح والتعافي وبناء المستقبل.
ودعت وزارة الأوقاف من خلال الخطباء إلى قول "لا" لكل أشكال المخدرات، بما فيها التدخين ومشروبات الطاقة ومخدرات الاغتصاب، التي وصفتها الخطبة بأنها “سموم قاتلة تُطفئ نور العقل، وتُدمر كيان الإنسان”. كما نُبه إلى خطورة استسهال هذه المواد، ودور البيئة المحيطة في الوقاية والتوعية.
وفي لفتة إنسانية، توجهت الخطبة برسالة دعم إلى المدمنين قائلة:
"لا تيأسوا، فالله لم يخلقكم للضياع، بل لتكونوا أحرارًا مضيئين".
وشددت على أن أول خطوة نحو العلاج هي الإرادة، وأن الدولة والمجتمع يقدمان يد العون لكل من يقرر التعافي، مستشهدةً بقول الله تعالى:
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله...}.
كما دعت الأسرة والمجتمع إلى احتضان المتعافين ودعمهم نفسيًا واجتماعيًا، مشيرة إلى أن الحب والدعم أقوى من أي علاج، وأن الطريق إلى التعافي يبدأ بتعاون الجميع من أجل بناء مجتمع خالٍ من الإدمان، قوي ومنتج ومستقر.
وزارة الأوقاف: توظيف الخطبة في بناء الإنسان
أكدت وزارة الأوقاف في بيانها أن رسالة هذه الخطبة تأتي انسجامًا مع خطتها الدعوية لبناء الإنسان ورفع وعيه الديني والمجتمعي، وحرصها على توجيه المنبر نحو قضايا تمس الواقع، وتُعزز من منظومة القيم والأخلاق، بالتزامن مع المناسبات الدينية الكبرى مثل استقبال العام الهجري الجديد.
ودعت الوزارة الخطباء إلى الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها العام، مع الالتزام بالوقت المحدد واللغة الموحدة المعتدلة، تحقيقًا للمصلحة الدينية والوطنية.