من وادي العريش إلى نهر الفرات: حلم إسرائيل الكبرى

في العصر الحديث، روَّج العديد من الشخصيات الصهيونية لفكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين. من أبرز هذه الشخصيات:
* تيودور هرتزل: يُعتبر هرتزل الأب المؤسس للحركة الصهيونية الحديثة. في كتابه "دولة اليهود" (1896)، طرح هرتزل فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين أو الأرجنتين كحل لمشكلة معاداة السامية التي واجهها اليهود في أوروبا.
* حاييم وايزمان: كان وايزمان أحد القادة البارزين في الحركة الصهيونية، ولاحقًا أصبح أول رئيس لدولة إسرائيل. لعب دورًا مهمًا في الحصول على وعد بلفور، الذي وعد اليهود بوطن قومي في فلسطين.
* دافيد بن غوريون: كان بن غوريون أحد القادة الرئيسيين في الحركة الصهيونية، وأصبح لاحقًا أول رئيس وزراء لدولة إسرائيل. قاد بن غوريون جهود إقامة الدولة وتوطين اليهود في فلسطين.
هؤلاء وغيرهم من القادة الصهاينة لعبوا أدوارًا مهمة في الترويج للدولة الصهيونية في ذلك المكان، مستندين في ذلك إلى زعمهم بأن فكرة "أرض الميعاد" أو "إسرائيل الكبرى" تعود إلى العصور القديمة، حيث وردت في الكتاب المقدس العبري (التوراة). النصوص الرئيسية التي اعتمد عليها اليهود في هذا السياق تشمل:
* العهد مع إبراهيم: في سفر التكوين، يُذكر العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم، واعدًا إياه وذريته بأرض كنعان (فلسطين) أرضًا لهم.
* الوعد الإلهي لشعب إسرائيل: في العديد من أسفار التوراة، يُذكر الوعد الإلهي لشعب إسرائيل بالاستيلاء على أرض كنعان ووراثتها.
* النبوءات: تتحدث بعض النبوءات في الكتاب المقدس عن عودة اليهود إلى أرضهم واستعادة مجدهم.
في العصر الحديث، تأثرت الحركة الصهيونية بهذه النصوص الدينية، حيث سعت إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين، مستندة إلى هذه الروايات التاريخية والدينية. ما نود قوله هو أن الحرب لن تتوقف لأن الموضوع أكبر من غزة. المهم أن حلم "إسرائيل الكبرى" ليس مجرد رغبة توسعية قائمة على أسس سياسية وجغرافية، بل هي خطة تستند إلى نص ديني. فخريطة "إسرائيل الكبرى" التي دائمًا ما يشير إليها نتنياهو تستند إلى النص الوارد في التوراة في سفر التكوين، الإصحاح 15: الآية 18، والذي جاء فيه: "في ذلك اليوم عقد الله ميثاقًا مع أبرام قائلًا: سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات، أرض القينيين والقنزيين، والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين".
وفي سنة 1982، نشر الصحفي الاستراتيجي الإسرائيلي عوديد إينون وثيقة بعنوان "استراتيجية للشرق الأوسط في الثمانينيات"، والتي تستند إلى رؤية مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل، ومؤسسي "إسرائيل" في نهاية الأربعينيات، ومنهم الحاخام اليهودي فيشمان. وهي الخطة التي أُفردت لها عشرات المقالات.
وطبقًا لتيودور هرتزل، فإن "منطقة الدولة اليهودية تمتد من مصر إلى نهر الفرات"، وهو ما يعني أن جميع الدول الواقعة في هذا الحيز الجغرافي تُعد هدفًا لمشروع إسرائيل الكبرى. في حين قال الحاخام فيشمان: إن الأرض الموعودة "تمتد من مصر إلى الفرات، وتضم أجزاء من سوريا ولبنان"، بحسب موقع "بوليتيس" الروسي.
لذلك، لا يوجد سوى حل واحد لوقف الحرب، وهو أن تنهض الشعوب العربية والمسلمة لتجبر حكوماتها على وقف جميع أشكال التطبيع ودعم غزة ومنع خطة تهجير أهلها؛ لأن غزة هي آخر معاقل الأمة لوقف مشروع هرتزل التوسعي.