• الرئيسية
• حياة ومجتمع

استيقظ أهالي قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، منتصف يوليو الجاري، على وقع سلسلة حرائق متكررة اندلعت فجأة في أكثر من 25 منزلًا، مما أثار حالة من الذهول والهلع بين السكان الذين لم يتوصلوا بعد إلى أسباب واضحة لهذه الحرائق التي اجتاحت منازلهم خلال ساعات الليل.

وفي ظل غموض الأسباب، تداول البعض روايات شعبية تربط تلك الحرائق بوجود "جن" خلف اشتعال النيران، ما زاد من حالة الفزع والارتباك بين الأهالي. وسرعان ما تحرك الأزهر الشريف لإرسال وفد من وعاظ محافظة سوهاج إلى القرية، بهدف تقديم الدعم النفسي للأهالي ومواجهة الشائعات المنتشرة، خاصة بعد أن نشر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، استغاثة السكان عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك".

ومن الناحية العلمية، كشف أحد أساتذة الجامعات عن فرضية ترجح أن غاز الميثان الناتج عن تحلل المخلفات الزراعية المخزنة داخل المنازل، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، قد يكون العامل المسبب لاندلاع تلك الحرائق بشكل مفاجئ.

في المقابل، تحركت الأجهزة التنفيذية بمحافظة سوهاج بقيادة اللواء عبد الفتاح سراج، الذي وجه بتكثيف التواجد الرسمي في القرية، حيث انتشرت فرق من مديريات التضامن الاجتماعي، والصحة، والتموين لتقديم الدعم العاجل للأسر المتضررة، ومتابعة الوضع عن كثب.

سلسلة حرائق وأسباب متنوعة

شهدت القرية عدة حوادث حرائق منفصلة، أبرزها:

حريق في حوش زراعي مملوك للمزارع إبراهيم م.ا.ع (60 عامًا)، التهم كمية كبيرة من البوص والتبن، والمالك يرجح أن السبب ماس كهربائي.

حريق محدود في صالة شقة مملوكة لممدوح ع.ع.ا (55 عامًا)، نجم عنه تلف بعض الأثاث بسبب ماس كهربائي في مفتاح مصباح.

حريق في سطح منزل يملكه فارس ا.ع.م (24 عامًا)، أتى على بوص وأخشاب، والسبب حسب المالك شرر متطاير من فرن بلدي.

حريق داخل غرفة شقة بالطابق الثاني تعود للدكتور ع.ح.ر (47 عامًا)، أسفر عن إصابة ثلاث سيدات باختناق، والسبب ماس كهربائي في مروحة سقف.

حريق في حوش آخر ملك أشرف ر.ع.ا (45 عامًا)، أتى على جميع محتوياته بسبب توصيلات كهربائية عشوائية.

جميع هذه الوقائع تم تحرير محاضر رسمية بشأنها، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق في أسباب الحرائق.

النيابة تحقق والأهالي يترقبون

على الرغم من التحقيقات الرسمية، لا يزال الغموض يحيط بتكرار هذه الحرائق، ما دفع الكثير من الأهالي إلى التساؤل: هل تلك الأسباب الكهربائية ومخلفات الزراعة كافية لتفسير هذه الظاهرة؟ أم أن هناك عوامل أخرى لم تُكشف بعد؟

بينما تعمل قوات الحماية المدنية على إخماد الحرائق واحتواء الخسائر، يبقى سكان قرية برخيل ممزقين بين تفسير العلم الذي يسعى لتقديم حلول منطقية، والأساطير الشعبية التي تغذيها حالة القلق والخوف، على أمل أن تحمل الأيام المقبلة إجابات ترسم نهاية هذا الكابوس، وتعيد الأمن والطمأنينة إلى القرية.