السبت 2 أغسطس 2025 09:40 صـ 7 صفر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

مراكز الإخوان في مرمى الأمن الإسباني.. كتالونيا بؤرة التوتر الجديدة

الجمعة 1 أغسطس 2025 12:35 مـ 6 صفر 1447 هـ
الإخوان في إسبانيا
الإخوان في إسبانيا

تواصل السلطات الإسبانية تكثيف جهودها لمواجهة النشاط المتصاعد لجماعة الإخوان المسلمين داخل أراضيها، في ظل تزايد القلق الأوروبي من تمدد الحركات المتطرفة. وتركز الحملة بشكل خاص على إقليم كتالونيا، الذي بات يُنظر إليه كأبرز بؤر الجماعة في إسبانيا.

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن المرصد الدولي لدراسات الإرهاب، تم رصد خمسة مراكز رئيسية تابعة للإخوان داخل البلاد، معظمها يتمركز في كتالونيا وفالنسيا، مع اعتبار مدينة برشلونة نقطة محورية للنشاط، حيث سُجلت فيها 14 عملية أمنية من أصل 49 عملية شهدتها إسبانيا خلال عام 2025، جميعها مرتبطة بأنشطة إرهابية.

وذكرت صحيفة ليبرداد ديجيتال الإسبانية أن هذه الأرقام تمثل ارتفاعًا مقلقًا مقارنة بإحصائيات عام 2023، ما دفع المعهد الوطني للإحصاء والمعلومات إلى إصدار تحذيرات بشأن تنامي نفوذ الجماعة بشكل ممنهج، مشيرًا إلى استغلال البنية الاجتماعية والدينية في بعض المناطق لنشر خطاب متشدد يهدد النسيج المجتمعي والأمن القومي الإسباني.

وتضع الحكومة الإسبانية جماعة الإخوان على رأس أولوياتها الأمنية ضمن خطة شاملة لمكافحة الفكر المتطرف والتجنيد الإلكتروني، مع تعزيز إجراءات المتابعة والرصد لمراكز يشتبه في تورطها بنشر الفكر التحريضي.

كما تواصل إسبانيا تحقيقاتها بشأن قضايا إرهاب تعود إلى العقدين الماضيين، أبرزها ما يتعلق بشبكة "أبو دحداح"، التي كانت مسؤولة عن تفجيرات مدريد في عام 2004، وذلك في إطار جهود شاملة لإغلاق أي ثغرات أمنية محتملة.

وتتزامن الحملة مع تحركات مماثلة داخل عدد من الدول الأوروبية، شملت تحقيقات موسعة بحق أئمة وجمعيات دينية يشتبه في ارتباطها بالجماعة، بالإضافة إلى تنفيذ قرارات ترحيل ضد عناصر ثبت تورطهم في أنشطة تحريضية، كما حدث في حالة أحد القادة الذي تم ترحيله عام 2018 بعد ثبوت صلاته بالتطرف.

وفيما يصف خبراء أمنيون مثل لورينزو فيدينو جماعة الإخوان بأنها تسعى للتغلغل داخل المجتمعات الأوروبية باستخدام "أساليب قانونية هادئة"، يرى آخرون مثل الباحث الفرنسي أوليفييه روا أن التهديد الإخواني غالبًا ما يتم تضخيمه، داعين إلى التركيز على جماعات أكثر تطرفًا من الناحية العملياتية.

وتشير هذه التطورات إلى أن المشهد الأمني الأوروبي، والإسباني تحديدًا، يشهد تحولًا حادًا في التعامل مع الجماعات ذات التوجه العقائدي، مع تعزيز آليات الرقابة والوقاية المبكرة لمجابهة أي تهديد محتمل للاستقرار الداخلي.

موضوعات متعلقة