تل أبيب على صفيح ساخن.. خلاف كبير بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان
شهدت تل أبيب خلافات كبيرة بين وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، أسفرت عن إصدار 3 بيانات صحفية من الجانبين بدأه كاتس ورد عليه زامير ليصدر وزير الدفاع بيانا ثانيا، وكان الخلاف بينهما يتمحور حول التعيينات العليا في جيش الاحتلال.
خلاف بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان
قبل إعلان جيش الاحتلال عن التعيينات، سُرّبت قائمة بأسماء الضباط الذين تمت ترقيتهم ونشرتها عدة وسائل إعلام، مما دفع كاتس إلى إصدار بيان ينتقد فيه رئيس الأركان الإسرائيلي.
وقال كاتس إن الاجتماع الذي عقده زامير عُقد "خلافًا لتوجيهات وزير الدفاع ودون تنسيق وموافقة مسبقة، في انتهاك للإجراءات المتبعة".
وأكد كاتس أنه "لا ينوي مناقشة أو الموافقة على أي من التعيينات أو الأسماء" التي سُرّبت.
وأضاف: "سيُطلب من رئيس الأركان التنسيق مسبقًا مع وزير الدفاع لمناقشة هذه التعيينات أو غيرها في المستقبل".
أكد كاتس أن "القيادة العسكرية تابعة لوزير الدفاع، وستتصرف وفقًا لتوجيهاته والسياسة التي يحددها".
بعد الإعلان الرسمي عن التعيينات بعد منتصف الليل، ردّ زامير على كاتس ببيان من جيش الاحتلال الإسرائيلي، جاء فيه أن "مناقشة التعيينات كانت مُجدولة مسبقًا، وفقًا للأنظمة".
وأضاف الجيش في البيان: "رئيس الأركان هو السلطة الوحيدة بموجب الأنظمة لتعيين القادة برتبة عقيد فما فوق في جيش الدفاع الإسرائيلي، ويُجري رئيس الأركان مناقشةً منظمةً للتعيينات بمشاركة هيئة الأركان العامة".
وأضاف : "يُقرر رئيس الأركان التعيينات، وبعد ذلك يُرفع التعيين إلى وزير الدفاع للموافقة عليه، والذي قد يُوافق عليه أو لا يوافق عليه".
ومع ذلك، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي قائمة الترقيات.
عادةً، تُعرض التعيينات العليا، باستثناء تعيينات كبار الجنرالات، على كاتس للموافقة عليها بعد اجتماعات داخلية في جيش الدفاع الإسرائيلي بهذا الشأن.
استمر الخلاف صباح الثلاثاء، عندما أصدر كاتس بيانًا آخر أصر فيه على اتباع الإجراءات المتبعة.
تعيينات جيش الاحتلال الإسرائيلي
وقال كاتس: "بما أن هذه تعيينات مشتركة بين وزير الدفاع ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن هناك إجراءً متعارفًا عليه لتعيين الرتب من عقيد فما فوق في جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأضاف: "لا يُعقد أي نقاش حول تغييرات في جيش الدفاع الإسرائيلي قبل تطبيق الإجراء المتعارف عليه".
وقال كاتس إنه "أوضح لرئيس الأركان أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت، ويجب عدم عقد هذا النقاش في الوقت الحالي"، مضيفًا أنه "سيدرس ما إذا كان سيُرقي كبار الضباط على جبهة غزة الذين لم يُكملوا المدة المحددة لأدوارهم إلى مناصب أخرى قبل اكتمال مهمة دحر حماس في غزة".
وأضاف كاتس أيضًا أنه سيدرس ما إذا كان سيُرقي الضباط الذين شغلوا مناصب قيادية على جبهة غزة خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، أو الذين ارتبطت أسماؤهم "بحوادث غير اعتيادية في الماضي".
وأكد أن "القيادة العسكرية تابعة لوزير الدفاع، وستتصرف وفقًا لأوامره والسياسة التي يضعها".
واتهمت مصادر عسكرية، لم تُسمّها، نقلاً عن عدة وسائل إعلام عبرية، كاتس بـ"الابتزاز" ومعاملة رئيس الأركان كما لو كان جنديًا صغيرًا.
زامير يفشل في مقابلة كاتس
وزعمت المصادر أن زامير حاول لمدة شهر تقريبًا تحديد موعد لقاء مع كاتس بشأن جولة التعيينات، دون جدوى.
ووفقًا لموقع Ynet الإخباري، كانت آخر محاولة من هذا النوع يوم الاثنين، ورُفض طلبه "كما لو كان عريفًا برتبة عريف، رغم أن الأمر لم يكن مفاجئًا".
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليومية عن مكتب كاتس قوله إن زامير "جاء على حين غرة" ورُفض طلبه بسبب مشاكل في الجدول الزمني، ولأن رئيس الأركان طلب اجتماعًا لمدة 15 دقيقة لمناقشة الأمر، بينما يريد كاتس نقاشًا أطول لدراسة التعيينات. كما زعم المكتب أن زامير لم يبدأ بطلب الاجتماع إلا يوم الجمعة.
ادعى مصدرٌ نقلاً عن موقع Ynet أن كاتس، في عملية "ابتزاز غير مسبوقة"، ربط القضية بمطلب الحكومة بأن يستعد الجيش للسيطرة على مدينة غزة، كما وافق عليه مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، على الرغم من اعتراضات زامير ومسؤولين عسكريين كبار آخرين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر تقديرها أن كاتس كان يوجه الرسائل اللاذعة، بينما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يقف وراء هذا الهجوم.