الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 07:48 مـ 9 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

رحيل القاضي فرانك كابريو.. المحكمة تفقد صوت العدالة الرحيمة عن عمر 88 عامًا

الخميس 21 أغسطس 2025 01:05 مـ 26 صفر 1447 هـ
القاضي فرانك كابريو
القاضي فرانك كابريو

خيّم الحزن على الأوساط القضائية والإعلامية داخل الولايات المتحدة وخارجها، بعد إعلان وفاة القاضي الأمريكي الشهير فرانك كابريو، الذي عُرف عالميًا بلقب "القاضي الرحيم"، عن عمر ناهز 88 عامًا، إثر صراع طويل مع المرض خاضه بشجاعة وإيمان.

قاضٍ جمع بين العدالة والرحمة

وُلد كابريو عام 1936 في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند لعائلة مهاجرة من أصول إيطالية. وعلى مدى ما يقارب أربعة عقود، تولّى منصب قاضٍ في محكمة بروفيدنس البلدية، حيث عُرف بأسلوبه الإنساني الفريد في إرساء العدالة.
ولم تقتصر شهرته على الأوساط القضائية، بل تجاوزت حدود بلده من خلال برنامجه التلفزيوني "Caught in Providence"، الذي نقل جلساته إلى ملايين المشاهدين حول العالم.

في هذا البرنامج، لمس الجمهور الجانب الإنساني للقضاء، إذ اعتاد القاضي الرحيم على تخفيف العقوبات أو التنازل عنها مراعاةً للظروف الاقتصادية والاجتماعية للمتهمين، ليصبح رمزًا للعدالة الممزوجة بالتعاطف.

رسائل أمل حتى آخر أيامه

قبل أشهر من وفاته، دخل كابريو المستشفى حيث وجه رسالة مؤثرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، طلب فيها من متابعيه الدعاء.

وأكد حينها أن قوة صموده استمدها من إيمانه العميق بالله ومن محبة الناس التي أحاطت به. وقد لاقت رسالته صدى واسعًا، لتجسد مكانته الخاصة في قلوب الملايين.

إرث فكري وإنساني

إلى جانب عمله في المحكمة، ترك كابريو إرثًا مكتوبًا من خلال كتابه "الرحمة في المحكمة"، الذي تناول فيه رحلته الشخصية والمهنية، مسلطًا الضوء على قيم الرحمة التي حاول أن يزرعها في سلوك القضاة ونظام العدالة.
وفي عام 2021، رُشّح لجائزة "داي تايم إيمي"، تكريمًا لجهوده في تقريب القضاء من الناس وإبراز جانبه الإنساني عبر شاشة التلفزيون.

إرث عائلي خالد

وفي بيان نعي أصدرته عائلته، أكدت أن ذكراه ستظل خالدة كقاضٍ عادل وزوج وأب وجد وصديق مخلص، وأن إرثه الإنساني سيبقى حاضرًا في وجدان المجتمع الذي أحبّه وخدمه بإخلاص.

برحيل فرانك كابريو، يفقد العالم أحد أبرز الوجوه التي جمعت بين صرامة العدالة ورحابة الرحمة، لتظل سيرته شاهدًا على أن القانون يمكن أن يكون أداة إنصاف واحتواء في آن واحد.