طفرة في واردات السيارات الكهربائية بالسعودية خلال 2025

شهدت السوق السعودية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 2025 قفزة لافتة في واردات السيارات الكهربائية، حيث ارتفعت بنسبة 301% لتسجل 349 سيارة بقيمة تتجاوز 82 مليون ريال، مقارنة بـ87 سيارة فقط بقيمة 28 مليون ريال في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء.
الصين تتصدر المشهد
تصدرت الصين قائمة المصدّرين بعد توريد 212 سيارة كهربائية إلى السعودية، تلتها ألمانيا بـ 64 سيارة، ثم فرنسا بـ 32 سيارة، والولايات المتحدة بـ 28 سيارة، فيما جاءت النمسا خامساً بـ 11 سيارة، إلى جانب سيارة واحدة فقط من كل من كوريا الجنوبية والمكسيك.
وكانت الصين قد احتلت المرتبة الأولى أيضاً في واردات 2024، لكنها اكتفت حينها بـ 31 سيارة فقط، مقابل 29 سيارة من الولايات المتحدة و20 من ألمانيا.
سوق عالمية تتسارع
تستمر الصين في ترسيخ موقعها كأكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، حيث استحوذت على أكثر من نصف المبيعات العالمية مع معدل نمو شهري بلغ 36% خلال النصف الأول من 2025، بحسب شركة الأبحاث "رو موشن".
أما أوروبا فسجلت مبيعات بلغت نحو 390 ألف سيارة بزيادة 48%، في حين ارتفعت مبيعات أمريكا الشمالية 10% لتتجاوز 170 ألف سيارة، وقفزت المبيعات في بقية الأسواق العالمية 55% لتتخطى 140 ألف سيارة.
ثقة المستهلك المحلي
انعكست الطفرة في الواردات على توجهات المستهلك السعودي، حيث تراجعت عمليات استدعاء السيارات الكهربائية بنسبة 59% إلى 115 سيارة فقط في النصف الأول من 2025، مقارنة بـ 284 سيارة خلال الفترة نفسها من 2024.
ويشير الدكتور بندر الفيفي، أستاذ هندسة الطاقة المتجددة، إلى أن هذا النمو يعكس "وعياً متزايداً بضرورة التحول إلى وسائل نقل مستدامة"، لافتاً إلى جهود المملكة في استقطاب الشركات العالمية مثل لوسيد، وتطوير البنية التحتية لشحن السيارات عبر مبادرات مثل شركة EVIQ التي تخطط لإنشاء 5 آلاف محطة شحن بحلول 2030.
صناعة محلية واستثمارات جديدة
لم يقتصر التحول على الاستيراد فقط، إذ أطلقت السعودية أول علامة تجارية محلية للسيارات الكهربائية تحت اسم "سير"، بجانب بدء مصنع لوسيد بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في إنتاج سياراته الفاخرة داخل المملكة مع خطط للتوسع لاحقاً.
هذا التوجه يعكس، بحسب مراقبين، استراتيجية واضحة لتمكين المملكة من التحول إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية ضمن رؤية 2030.
إعادة التصدير ونمو متواصل
كما تحولت السعودية إلى محطة لإعادة التصدير، حيث أعادت تصدير 8 سيارات كهربائية بقيمة 8 ملايين ريال خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025، مقابل 5 سيارات بقيمة 2.6 مليون ريال في الفترة نفسها من 2024.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، استوردت المملكة نحو 1,174 سيارة كهربائية بقيمة تجاوزت 510 ملايين ريال، كان نصيب عام 2023 الأكبر بـ 778 سيارة، ثم 2022 بـ 210 سيارات، و2024 بـ 186 سيارة، بينما جاءت الولايات المتحدة في صدارة المصدرين لهذه الفترة بإجمالي 573 سيارة، تلتها ألمانيا بـ 332، ثم الصين بـ 150 سيارة.
سوق واعدة
ويرى خبراء أن نمو الواردات يعكس نضوج السوق السعودية بوتيرة أسرع من المتوقع، حيث أشار محمد عثمان، مدير مبيعات في إحدى الوكالات، إلى أن "تراجع الاستدعاءات وزيادة الاعتماد على محطات الشحن المحلية عززا ثقة المستهلك"، مؤكداً أن وكلاء السيارات وشركات التأجير باتوا يوسعون استثماراتهم في هذا القطاع الذي يحقق عوائد متزايدة.