سوق المرافق في السعودية يتجاوز 200 مليار ريال مدفوعًا برؤية 2030

كشف نايف طراد، عضو مجلس إدارة جمعية إدارة المرافق السعودية، أن حجم سوق المرافق في المملكة تجاوز 200 مليار ريال، مع تسجيل معدل نمو سنوي يقدر بنحو 7%، مدفوعًا بالتوجهات الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030 ومجموعة من المشاريع الوطنية الطموحة. جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر ومعرض إدارة المرافق الذي تستضيفه الرياض حاليًا بمشاركة محلية ودولية واسعة.
وأشار طراد إلى أن المؤتمر شهد توقيع 15 اتفاقية شراكة استراتيجية بين كيانات محلية ودولية، تهدف إلى رفع مستوى الخدمات وتطوير البنية التحتية للقطاع، موضحًا أن هذه الاتفاقيات تُعد محفزًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي المستدام في قطاع المرافق.
وأضاف أن هذه المبادرات تسهم في تعزيز الابتكار، وتوسيع نطاق الخدمات، وفتح المجال أمام شركات جديدة للدخول والمنافسة، بما يعزز من نقل الخبرات والتقنيات العالمية إلى السوق السعودي، ويخلق بيئة أكثر تنافسية وجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
فرص توظيف وتمكين وطني في قطاع المرافق
وفي سياق متصل، أكد طراد أن المؤتمر يمثل منصة فعالة لربط الشركات العاملة في قطاع المرافق بالكوادر الوطنية المؤهلة، موضحًا أن ذلك يتيح فرص عمل مباشرة ويسهم في رفع نسب السعودة ضمن القطاع، إلى جانب تمكين الكفاءات السعودية وتزويدها بالخبرات المطلوبة في قطاع يعد من أكثر القطاعات حيوية ونموًا في الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن الجمعية تعمل عن كثب مع الجهات الحكومية المعنية على توحيد الأطر التشريعية والتنظيمية لقطاع المرافق، بهدف تعزيز الشفافية، رفع الكفاءة، ودعم استدامة السوق على المدى الطويل.
الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع المرافق عبر الجامعات السعودية
على هامش المعرض المصاحب للمؤتمر، أكدت الأستاذة انتصار الكيال، المتخصصة في الأنظمة السحابية والأنظمة الموزعة بجامعة الملك عبدالعزيز، أن الجامعات السعودية بدأت مؤخرًا في إدخال برامج بينية قصيرة تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي مع تخصصات تقليدية مثل الهندسة المدنية وإدارة المرافق.
وأشارت الكيال إلى أن هذه المبادرات تعكس توجهاً وطنياً نحو بناء كفاءات تقنية مدمجة، مشيرة إلى أن هناك حاجة ملحة لإطلاق برامج أكاديمية أكثر تخصصًا في المرحلة المقبلة، لتخريج أجيال من المهندسين والمختصين القادرين على التعامل مع التحول الرقمي في قطاع المرافق.
مشاريع طلابية لخفض التكاليف وتعزيز السلامة باستخدام التقنية
وأوضحت الكيال أنها أشرفت بشكل مباشر على عدد من مشاريع التخرج لطالبات تقنية المعلومات، والتي تركزت حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحساسات الذكية. من بين هذه المشاريع، تطوير نظام يعتمد على الحساسات منخفضة التكلفة للتأكد من خلو المباني من الأفراد بعد ساعات العمل، بتكلفة لا تتجاوز 15 ريالاً للحساس الواحد، مما يسهم في خفض التكاليف التشغيلية وتقليل الاعتماد على العنصر البشري في أعمال الأمن والسلامة.
كما أشارت إلى مشروع آخر يستخدم تقنيات الرؤية الحاسوبية لاحتساب أعداد الأفراد داخل المباني، بما يتيح تحسين إدارة المساحات وتوزيع الموارد، وهو ما يُعرض حاليًا على إدارات الجامعات لتطبيقه في منشآتها.