التاكسي الطائر يصل مصر.. نقلة في التنقل الحضري واستثمارات تتجاوز 100 مليون دولار

أعلنت شركة "طيران أبوظبي" بالشراكة مع القوات الجوية المصرية عن تدشين أول مشروع للتاكسي الطائر في مصر تحت مسمى "إير تاكسي"، بإجمالي استثمارات تصل إلى نحو 5 مليارات جنيه مصري، ما يعادل 105 ملايين دولار أمريكي، في خطوة تهدف إلى تعزيز النقل الجوي الخفيف وربط المناطق الحيوية في القاهرة والمدن السياحية الرئيسية.
ويعتمد المشروع في مرحلته الأولى على تشغيل أربع طائرات مروحية، مع خطة لزيادة العدد إلى ثماني طائرات خلال الشهر المقبل، وفق ما صرح به تامر وجيه، رئيس مجلس إدارة شركة "TCM" الشريكة في تنفيذ المشروع، موضحًا أن المشروع يتم تمويله بالكامل من خلال استثمارات مصرية وإماراتية مباشرة.
وأوضح وجيه أن تكلفة الطائرات المشاركة في المرحلة الأولى تبلغ نحو ملياري جنيه مصري، وأن المشروع يستهدف في المقام الأول تسهيل التنقل السريع لرجال الأعمال والسياح داخل القاهرة وبين المدن البعيدة مثل شرم الشيخ والغردقة وسيوة، مع التوسع لاحقًا لتشمل خدمات النقل الطبي الجوي والشحن السريع.
أسعار رحلات التاكسي الطائر داخل القاهرة وخارجها
تبدأ أسعار خدمة التاكسي الطائر من 200 دولار للرحلات القصيرة داخل القاهرة، وتصل إلى 1500 دولار للمدن البعيدة، وفق المسافات والمسارات المحددة. وتشمل أبرز الوجهات التي تغطيها الخدمة ما يلي:
زيارة الأهرامات من داخل القاهرة: 200 دولار
زيارة القلعة: 300 دولار
من مطار ألماظة إلى الشيخ زايد: 350 دولار
من مطار ألماظة إلى العاصمة الإدارية: 300 دولار
من القاهرة إلى سيوة: 1500 دولار
بين الغردقة والأقصر: 1500 دولار
من شرم الشيخ إلى سانت كاترين: 900 دولار
وأشار رئيس "TCM" إلى أن الخدمة وقعت بالفعل اتفاقيات تعاون مع عدد من الكيانات الكبرى مثل مهرجان الجونة السينمائي، وشركات سياحية بارزة مثل أورا، بلو سكاي، الهانوف، وترافكو، لتوفير خدمات تنقل جوية سريعة وآمنة لكبار الزوار.
تأهيل الطيارين والبنية التحتية
وأكدت الشركة أن جميع الطيارين المشاركين في المشروع حاصلون على تراخيص دولية معتمدة من هيئات الطيران المدني في مصر وأبوظبي، بما يضمن التزاماً كاملاً بمعايير السلامة والجودة. كما يتم استخدام طائرات مزودة بأحدث التقنيات المستخدمة عالميًا في النقل الجوي الخفيف.
وتستهدف الشركة خلال المراحل المقبلة التوسع في توفير مراكز انطلاق وهبوط متعددة في القاهرة والمدن الساحلية، إلى جانب دعم البنية التحتية الداعمة لمثل هذه النوعية من الخدمات، بما في ذلك محطات الصيانة ومرافق الشحن وخدمات الدعم الفني.
إير تاكسي.. سوق واعد وتوجه عالمي
يمثل مشروع "إير تاكسي" في مصر جزءًا من توجه عالمي نحو استخدام النقل الجوي الخفيف كوسيلة فعالة لمواجهة تحديات الازدحام المروري والانتقال السريع في المدن ذات الكثافة السكانية العالية. وقد شهد هذا القطاع اهتمامًا متزايدًا من قبل الحكومات والشركات في عدة دول مثل الولايات المتحدة، الصين، فرنسا، والإمارات، التي بدأت بالفعل في تنفيذ مشاريع مماثلة بالتعاون مع شركات عالمية في مجال تصنيع الطائرات الكهربائية والمروحيات.
ووفقاً لتقديرات حديثة صادرة عن مؤسسة "Precedence Research"، يُتوقع أن ينمو حجم سوق التاكسي الطائر عالميًا ليصل إلى نحو 37.2 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 28.9%، مدفوعًا بتزايد الطلب على وسائل نقل سريعة وموفرة للوقت وصديقة للبيئة.
دعم حكومي مرتقب
ويعتمد نجاح هذه الخدمات على توفير بنية تشريعية وتنظيمية داعمة، إلى جانب تطوير البنية التحتية الجوية والمطارات العمودية، ووضع معايير واضحة لإدارة الحركة الجوية الخاصة بهذه الطائرات. كما يُعد رفع مستوى الوعي المجتمعي بمزايا النقل الجوي الخفيف عاملًا حاسمًا في تعزيز قبول هذه الخدمات وتوسيع قاعدة مستخدميها مستقبلًا.