الإثنين 13 أكتوبر 2025 06:55 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

توتر تجاري يعصف باجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن

الإثنين 13 أكتوبر 2025 12:15 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي
اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي

تخيم الحرب التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين على أجواء الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي تنطلق اليوم الاثنين في العاصمة الأمريكية واشنطن، وسط تصاعد المخاوف من عودة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.

وجاءت هذه المخاوف بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، ما أحدث حالة من الهلع في الأسواق العالمية وألقى بظلاله على النقاشات المنتظرة خلال الاجتماعات.

تحول في مسار الاجتماعات

ووفقًا لصحيفة ذا ستاندرد، كان من المتوقع أن تركز اجتماعات المؤسستين الماليتين على مرونة الاقتصاد العالمي وقدرته على الصمود أمام الضغوط، إلا أن التصعيد الأمريكي أعاد التوتر إلى الواجهة، وأثار تساؤلات حول مستقبل الهدنة التجارية التي استمرت خمسة أشهر وأسهمت في تهدئة الأسواق مؤقتًا.
وكانت تلك الهدنة قد ساعدت صندوق النقد الدولي على رفع توقعاته للنمو العالمي، كما مهدت لعقد لقاء مرتقب بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج، لكن التهديدات الأخيرة نسفت هذه الترتيبات.

تصعيد متبادل بين واشنطن وبكين

لم تتأخر الصين في الرد على تصريحات ترامب، إذ أعلنت فرض رسوم على زيارات الموانئ للسفن الأمريكية أو تلك التي تمتلك فيها الصناديق الاستثمارية الأمريكية حصصاً تفوق 25%، في خطوة تهدف إلى مضاهاة القيود الأمريكية الأخيرة.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات حادة، مع تراجع حاد في مؤشرات الأسهم الأمريكية بفعل المخاوف من عودة حرب الرسوم الجمركية على نطاق واسع.

تحذيرات من زعزعة الاستقرار المالي

مارتن موهيلهايزن، الرئيس السابق لاستراتيجية صندوق النقد الدولي، حذّر من أن تصريحات ترامب قد تكون "تكتيكًا تفاوضيًا"، لكنها تظل عاملاً مقلقًا للأسواق، مضيفًا:"إذا عاد ترامب إلى رسوم بنسبة 100% على السلع الصينية، فإن الأسواق ستشهد موجة مؤلمة من الاضطراب".

وأشار إلى أن حالة القلق الحالية تتزامن مع مخاوف متزايدة من فقاعة محتملة في سوق الأسهم، خصوصًا في ظل الارتفاعات المبالغ فيها لشركات الذكاء الاصطناعي.

ملفات ثقيلة على طاولة الاجتماعات

تستقطب الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي أكثر من 10 آلاف مشارك من وزراء مالية ومحافظي بنوك مركزية من 190 دولة، وسط ترقب لما ستسفر عنه النقاشات بشأن التجارة العالمية، واستقرار الأسواق، ومستقبل الاقتصاد الرقمي.
كما يُنتظر أن يشهد الحدث أول ظهور علني لنائب مدير الصندوق الجديد، دان كاتز، الذي سيتولى تطبيق أجندة وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الداعية إلى تركيز المؤسستين على الاستقرار المالي والتنمية، بعيداً عن ملفات المناخ والمساواة بين الجنسين.

الأرجنتين والاقتصاد العالمي في الواجهة

من المنتظر أن تتصدر الأرجنتين جدول أعمال الاجتماعات، مع لقاء مرتقب بين الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي والرئيس ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل.
وقد أشادت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا بالخطوات الأمريكية لدعم الاقتصاد الأرجنتيني، مؤكدة أهمية استمرار الإصلاحات في البلاد.

جورجييفا: الاقتصاد العالمي "قوي لكنه حذر"

وفي عرض مسبق لتقرير آفاق الاقتصاد العالمي، قالت جورجييفا إن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي لعام 2025 سيبلغ نحو 3.3%، مشيرة إلى أن "الاقتصاد العالمي يُظهر قدرة على الصمود، لكنه لا يزال في مرحلة من عدم اليقين الاستثنائي".
وأضافت: "نوصي الدول بالحذر وعدم الإفراط في التفاؤل، فالمخاطر السلبية ما زالت حاضرة بقوة".

التركيز على روسيا وأوكرانيا

وتُختتم الاجتماعات بمناقشات وزراء مالية مجموعة السبع الأربعاء المقبل، حول تشديد العقوبات على روسيا وتقييد عائداتها من الطاقة.
وبحسب مصدر حكومي بريطاني، فإن الاجتماع سيبحث خطة لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لضمان قرض أوروبي بقيمة 140 مليار يورو لصالح أوكرانيا، بما يتوافق مع القانون الدولي.

موضوعات متعلقة