تراجع البورصة السعودية وسط تباين نتائج الشركات وضغوط قطاع البتروكيماويات

واصلت البورصة السعودية تراجعها منذ بداية الأسبوع الجاري، متأثرةً بتباين نتائج الشركات المدرجة، ما انعكس سلبًا على معنويات المستثمرين.
وتراجع المؤشر العام "تاسي" بنسبة 0.3% في التعاملات المبكرة، مسجلًا 11,510 نقاط، وسط ضغوط واضحة من قطاع المواد الأساسية الذي يضم شركات البتروكيماويات والأسمنت، رغم المكاسب المحدودة لأسهم قيادية مثل "أرامكو" و"مصرف الراجحي" و"البنك الأهلي".
نتائج متباينة تربك اتجاه السوق
تشهد السوق السعودية حالة من الترقب، مع تباين نتائج الشركات المدرجة بين أرباح قوية في قطاعات وخسائر حادة في أخرى.
وترى ماري سالم، محللة مالية، أن التذبذب في معنويات المستثمرين يعكس هذا التباين، مشيرةً إلى أن قطاع الاتصالات يظل من الأكثر استقرارًا وأفضل أداءً هذا العام، مدعومًا بتوقعات إيجابية للنمو.
وقالت سالم: "النتائج القوية التي أعلنتها موبايلي اليوم ليست مجرد انعكاس للأداء، بل تعبير عن ثقة السوق في استمرار توسع قطاع الاتصالات".
نتائج «موبايلي» الإيجابية تعزز الثقة في الاتصالات
قبل انطلاق جلسة التداول، أعلنت شركة اتحاد اتصالات (موبايلي) تحقيق نمو بنسبة 10.5% في أرباح الربع الثالث لتصل إلى 916 مليون ريال، متجاوزة توقعات المحللين.
ودفع هذا الإعلان سهم الشركة إلى الارتفاع بأكثر من 2%، ما عزز من أداء قطاع الاتصالات ودعم الاتجاه الصعودي الجزئي للمؤشر العام.
خسائر «سبكيم» تضغط على قطاع المواد الأساسية
في المقابل، أعلنت شركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات (سبكيم) عن خسائر مفاجئة بلغت نحو 468 مليون ريال خلال الربع الثالث، مخالفة توقعات السوق التي كانت تشير إلى تحقيق أرباح.
وأدى ذلك إلى هبوط سهم الشركة بأكثر من 5%، وسط مخاوف من استمرار الضغوط على قطاع البتروكيماويات بأكمله.
وقالت سالم إن "نتائج سبكيم جاءت دون التوقعات وبفارق كبير، لتصبح من بين الأسهم الأضعف أداءً هذا العام بانخفاض يتجاوز 20%".
تحديات مستمرة أمام شركات البتروكيماويات
من جانبه، أكد سعد آل ثقفان، عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، أن نتائج "سبكيم" تعكس استمرار معاناة قطاع البتروكيماويات نتيجة تراجع الأسعار وزيادة المعروض وضعف الطلب.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الفائدة يمثل عامل ضغط مزدوج على القطاع من خلال زيادة تكاليف التمويل وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
لكنه أضاف أن التوقعات بانخفاض الفائدة خلال الفترة المقبلة قد تمنح الشركات متنفسًا وتحسّن نتائجها في الأرباع القادمة.
هبوط جماعي لأسهم البتروكيماويات
وامتدت التراجعات إلى باقي شركات القطاع، حيث انخفضت أسهم "سابك"، و"كيمانول"، و"ينساب"، و"المتقدمة"، و"كيان" بنسب تراوحت بين 1% و1.7%، ما زاد من الضغوط على المؤشر العام وأبقى التداولات في النطاق الأحمر.