ميزانية السعودية 2026.. الخدمات الأساسية تحصد نصيب الأسد من الإنفاق لتعزيز جودة الحياة
خصصت ميزانية المملكة للعام المالي 2026 حصصاً كبيرة للخدمات الأساسية التي تهم حياة المواطن السعودي، حيث بلغ الإنفاق على التعليم 202 مليار ريال، والصحة 259 مليار ريال، والخدمات البلدية 72 مليار ريال، بحسب وزارة المالية.
وفي جلسة حوارية بعنوان "الميزانية في إطار تطوير الخدمات الأساسية"، استعرض وزراء الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الصحة، والتعليم أبرز الإنجازات والخطط المستقبلية لتعزيز جودة الحياة ورفع كفاءة الخدمات الحكومية.
قطاع التعليم: التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي محور التطوير
أكد وزير التعليم يوسف البنيان أن ميزانية التعليم لعام 2026 تشمل التعليم العام والمهني والجامعي، مع التركيز على تطوير البنية التحتية وترميم المدارس وتعزيز التحول الرقمي.
وأوضح أن أكثر من ملياري ريال خصصت لتقوية البنية التحتية الرقمية، بما يتيح الاستفادة من البيانات وتحسين اتخاذ القرارات، مع إدخال الذكاء الاصطناعي لدعم منظومة التعليم وصناعة المستقبل.
كما أشار البنيان إلى هيكلة الوزارة لتوجيه التمويلات نحو المحاور الرئيسية لتعزيز جودة التعليم، وتحسين إعداد المعلمين، وتطوير المناهج لتصبح جزءاً من منظومة تعليمية متكاملة تشمل الأنشطة العملية والمعامل.
القطاع الصحي: نمو سريع وارتقاء بالخدمات
قال وزير الصحة فهد الجلاجل إن العام 2025 شهد توسعاً في الخدمات الصحية العامة والمتخصصة، بالإضافة إلى خدمات الرعاية المنزلية، مع إضافة 1,700 سرير جديد في المستشفيات الحكومية و2,900 سرير من القطاع الخاص.
كما أشار إلى ارتفاع الاستثمارات في صناعة الأدوية إلى 133 مليار ريال مقارنة بـ20 ملياراً قبل ثلاث سنوات، مؤكداً استمرار عملية الخصخصة وتوقيع مذكرات تفاهم لإنشاء مستشفيات رائدة بالرياض بدعم دولي.
وتُظهر الجهود الحكومية تحسناً في كفاءة الخدمات، حيث أصبح كل تجمع صحي قادرًا على خدمة 1.2 مليون مستفيد، وتحسن زمن استجابة الهلال الأحمر إلى 10.4 دقيقة مقارنة بـ25 دقيقة عام 2016، مع الاستهداف الوصول إلى 8 دقائق.
وأضاف الجلاجل أن متوسط عمر الإنسان في السعودية ارتفع إلى 79.7 عاماً بفضل التحسن في الرعاية الصحية وخفض الوفيات الناتجة عن الحوادث والأمراض المزمنة، فيما يشكل الإنفاق الصحي حاليًا 5% من الناتج المحلي، مع توقعات ارتفاعه إلى 20% خلال 20 عاماً إذا لم تستمر جهود التطوير.
الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية: تمكين المواطنين وتقليص البطالة
أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي تنفيذ 94% من استراتيجية سوق العمل منذ وضعها عام 2020، مع ارتفاع مشاركة الشباب السعوديين في سوق العمل إلى 2.5 مليون موظف مقارنةً بـ1.7 مليون قبل أربع سنوات، وبلوغ معدل البطالة 6.8%، وهو أدنى مستوى تاريخي.
وأشار الراجحي إلى أن الوزارة أصدرت أكثر من 50 قراراً لتوطين نحو 600 مهنة نوعية، ما أدى إلى زيادة توظيف السعوديين في مجالات مثل المحاسبة والهندسة، إضافة إلى ارتفاع عدد رواد الأعمال الحرة إلى 430 ألف شخص.
كما نوّه إلى جهود تمكين المواطنين، حيث استفاد 90 ألف مستفيد من برنامج التمكين لتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، فيما تمكنت منصة المسؤولية الاجتماعية من جمع 5 مليارات ريال من القطاع الخاص لمشروعات تنموية واجتماعية خلال عام ونصف.
وأضاف أن الدعم الحكومي من حساب المواطن والخدمات الزراعية والسكنية وصل إلى 120 مليار ريال، وتمت الموافقة على تمديد حساب المواطن لعام إضافي.
الخدمات الأساسية: محور ميزانية 2026
تسلط ميزانية المملكة للعام القادم الضوء على تطوير الخدمات الأساسية لتحسين جودة حياة المواطن، مع تركيز على التعليم، الصحة، والتنمية الاجتماعية، إلى جانب تعزيز البنية التحتية الرقمية والتقنية، ودعم مشاركة القطاع الخاص في القطاعات الحيوية.












