الكونغو تشعل سوق الكوبالت.. شروط صادمة تهدد بتجميد الصادرات العالمية
فرضت جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر منتج للكوبالت في العالم، مجموعة جديدة من الشروط التنظيمية على مصدّري هذا المعدن الحيوي المستخدم في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
وبحسب تعميم حكومي موجَّه إلى شركات التعدين، تتضمن القرارات إلزام المنتجين بدفع رسوم ملكية بنسبة 10% خلال 48 ساعة من طلب التصدير، إضافة إلى ضرورة الحصول على شهادة امتثال قبل السماح بخروج أي شحنة.
شحنات الكوبالت
وشدد التعميم على أن جميع شحنات الكوبالت ستخضع لتفتيش مادي دقيق وبإشراف من عدة جهات حكومية، في محاولة لتعزيز الرقابة على القطاع. كما يتوجب على المصدّرين دفع رسوم تعدين بنسبة 10% على الحصص المخصصة مسبقاً خلال المهلة الزمنية ذاتها، والحصول على “إيصال تحرير” قبل إتمام الإجراءات الجمركية، في خطوة تهدف إلى منع تهريب المعادن وضمان زيادة الإيرادات الحكومية.
وحذرت السلطات الكونغولية من أن أي إخلال بالقواعد سيواجه بعقوبات صارمة قد تصل إلى إلغاء تراخيص التصدير.
وفي هذا السياق، يرى المحلل دونكان هاي من شركة بانمور ليبريم أن تغيير القواعد المتكرر «يضيف حالة من عدم اليقين»، مشيراً إلى أن الإجراءات المفاجئة والأوراق البيروقراطية المعقدة قد تتسبب في تقلبات مستمرة في الصادرات والأسعار.
ويأتي التشديد الجديد بعد أن استبدلت الحكومة حظر التصدير، الذي استمر عدة أشهر، بنظام حصص في أكتوبر الماضي، غير أن المنتجين ما زالوا ينتظرون الضوء الأخضر من هيئة المعادن الكونغولية لبدء الشحنات.
ارتفاع أسعار الكوبالت
وفي غضون ذلك، ارتفعت أسعار الكوبالت الفوري من 10 إلى 26 دولاراً للرطل منذ فبراير، وقفز سعر هيدروكسيد الكوبالت – وهو الشكل الأكثر تصديراً – من 6 إلى 23 دولاراً للرطل.
وتسعى الكونغو، التي تنتج أكثر من 70% من الكوبالت العالمي، إلى تعزيز قبضتها على هذا القطاع الاستراتيجي.
وفي إطار هذه الجهود، أطلقت مؤخراً أول دفعة من الكوبالت الحرفي القابل للتتبع، كما أبرمت شراكة مع شركة ميركوريا السويسرية لتسويق المعادن الأساسية.
وخصصت الحكومة 18,125 طناً من حصص التصدير للربع الأخير من 2025، على أن ترتفع إلى 96,600 طن سنوياً بدءاً من 2026، حيث حصلت شركتا Glencore وCMOC الصينية على الحصة الأكبر، فيما احتفظت ARECOMS باحتياطي استراتيجي بنسبة 10%.
وتواصل شركات عالمية كبرى، بينها جلينكور السويسرية وتشينا ميتال الصينية وشيريت الكندية، تعزيز استثماراتها في مناجم الكوبالت والنحاس بالبلاد، في ظل الدور المتزايد للكونغو كمركز محوري لصناعة البطاريات عالمياً.




