الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 09:36 مـ 18 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

حين يقرأ «راي داليو» من كتاب الرؤية السعودية: الذكاء الاصطناعي كبوصلة للمال العالمي

الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 10:43 صـ 18 جمادى آخر 1447 هـ
سامر شقير
سامر شقير

لم يكد يجف حبر مقالنا بالأمس، الذي وصفنا فيه استثمارات الذكاء الاصطناعي السعودية بـ"المحرك الجديد للاقتصاد العالمي"، حتى جاءت المصادقة الفورية من الجانب الآخر للعالم. ولم تكن الشهادة من مراقب عادي، بل من "راي داليو"، مؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم، والرجل الذي يقرأ حركة التاريخ بقدر ما يقرأ حركة الأسواق.

التقاطع بين ما طرحناه حول تحول المملكة من "اقتصاد النفط" إلى "اقتصاد العقول"، وبين وصف داليو للمنطقة بأنها "وادي سيليكون جديد للرأسماليين"، ليس مجرد توارد خواطر. إنه دليل قاطع على أن ما يحدث في الرياض بات مسموعاً ومحسوساً في أروقة "وول ستريت" بوضوح تام.

في مقالنا السابق، تحدثنا عن "نضج المنظومة" و"التمكين الشامل"، واليوم، يستخدم داليو مصطلحاً سياسياً واقتصادياً عميقاً لوصف هذا التحول، وهو "فن إدارة الدولة" (Statecraft). هذا التعبير يختصر آلاف الكلمات؛ فهو يؤكد أن تدفق الـ 100 مليار ريال للذكاء الاصطناعي، وصعود الشركات المليارية (Unicorns)، ليس طفرة عشوائية، بل هو نتاج هندسة حكومية محكمة، وقيادة تعرف كيف تحول الموارد المالية إلى قوة جيوسياسية وتقنية.

حين يشير داليو إلى وجود "نهضة" (Renascence) حقيقية، ويقارن الطاقة الحيوية هنا ببدايات الطفرة التقنية في كاليفورنيا، فهو يبرهن على صحة رهاننا: أن السعودية لم تعد تكتفي باستيراد المستقبل، بل تصنعه.

إن توافق الرؤى بين "تحليلنا المحلي" و"التقييم العالمي" يبعث برسالة حاسمة: الذكاء الاصطناعي في السعودية ليس مجرد قطاع تقني جديد، بل هو – كما أشرنا – "الوقود البديل" الذي جذب انتباه أذكى رؤوس الأموال في العالم.

بالأمس قلنا إن السعودية تعيد تعريف أصولها الوطنية، واليوم يؤكد راي داليو أن المستثمرين الدوليين باتوا يرون في هذه الأصول الوجهة الأكثر جاذبية. لقد انتهى زمن الرهانات الحذرة؛ نحن الآن أمام حقيقة اقتصادية ساطعة، يتردد صداها من الرياض إلى عواصم المال العالمية.