موضوع خطبة الجمعة اليوم.. التطرف ليس في التدين فقط
أعلنت وزارة الأوقاف أن خطبة الجمعة ليوم 12 ديسمبر 2025، الموافق 21 جمادى الآخرة 1447، ستحمل عنوان “التطرف ليس في التدين فقط”. وشددت الوزارة على التزام جميع الأئمة بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا، مع ضرورة ألا تتجاوز مدة الخطبتين خمس عشرة دقيقة.
وتتناول الخطبة مفهوم التطرف باعتباره ظاهرة تتجاوز حدود الفهم الديني، لتشمل مختلف جوانب الحياة وممارساتها. وتشير الخطبة إلى أن الغلو ليس نتاجًا لنصوص دينية أو أحكام شرعية، بل هو انحراف ينشأ حين يغيب الاعتدال ويتراجع دور العقل، فيظهر في ساحات العبادة، والمنافسات الرياضية، والخلافات الاجتماعية والقبلية. وتؤكد الخطبة أن جذور التطرف واحدة مهما اختلفت مظاهره، وأن التعصب – سواء لمذهب أو فريق أو انتماء – يؤدي إلى تحويل الاختلاف الطبيعي إلى صراع مضر.
وتبرز الخطبة معاني الوسطية التي أكدتها النصوص الإسلامية، مستشهدة بقوله تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطًا”، وبمنهج النبوة الداعي إلى الاعتدال. وتشير إلى أن الإسلام وضع ميزانًا يحقق التوازن في السلوك، ويجنب الإنسان الانجراف نحو الغلو، كما في قوله تعالى: “والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا”.
كما تتناول الخطبة مفهوم الانتماء المشروع، سواء للوطن أو للجماعة، باعتباره شعورًا طبيعيًا ما لم يتحول إلى تعصب يثير الشقاق، أو يعيد ممارسات جاهلية قائمة على الإقصاء وإحياء العصبيات البغيضة. وتستشهد بإنكار النبي صلى الله عليه وسلم لمظاهر التعصب القبلي.
وفي الجزء الثاني، تركز الخطبة على التطرف الرياضي بوصفه صورة من صور الانحراف عن الاعتدال، حيث يقود بعض سلوكيات التشجيع المنفلتة إلى السخرية والتنابز والاعتداء، فتتحول الرياضة من منافسة شريفة إلى ساحة صراع. وتدعو الخطبة إلى ضبط اللسان واحترام المنافس والالتزام بالأخلاق التي تمنع التعدي اللفظي أو الجسدي، مستشهدة بقول الله تعالى: “ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب”.
وتختتم الخطبة بالتأكيد على ضرورة ترسيخ قيم الألفة والوحدة بين أفراد المجتمع، والتنبيه إلى أن التعصب والنزاع يضعفان الجماعات ويبددان طاقاتها، مستشهدة بقوله تعالى: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”. كما تدعو الخطبة إلى غرس الوعي لدى الشباب بمقاصد الرياضة وأثرها في بناء الأخلاق، إلى جانب الدعاء بحفظ البلاد وصون أمنها.












