السبت 18 أكتوبر 2025 10:14 صـ 25 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. بالتي هي أحسن

الجمعة 17 أكتوبر 2025 09:10 صـ 24 ربيع آخر 1447 هـ
خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة اليوم، الموافق 17 أكتوبر 2025 ميلاديًا، و25 من ربيع الآخر 1447 هجريًا، والتي جاءت بعنوان: "بالتي هي أحسن"، مؤكدة أن الخطبة تهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار الراقي، ونشر أخلاقيات وآداب الاتفاق والاختلاف، مع التأكيد على ضرورة استيعاب الآخر وتقبل التنوع الفكري والاجتماعي في المجتمع.

وأشارت الوزارة إلى أن مضمون الخطبة يعكس روح الإسلام السمحة، ويؤصل لقيم التعايش السلمي، مؤكدًا أن الاختلاف سنة كونية لا ينبغي أن تكون سببًا للفرقة أو التصادم، بل وسيلة للإثراء الفكري والاجتماعي إذا أُدير بالحكمة والموعظة الحسنة، اقتداءً بالمنهج النبوي في احتواء المخالفين بالحوار والتسامح لا بالعنف والإقصاء.

وتستعرض الخطبة النماذج النبوية في إدارة الخلاف، ومنها تعامل الرسول ﷺ مع الأعرابي الجافي الذي طالبه بحقوقه بفظاظة، فكان الرد النبوي رحيمًا، عاكسًا عظمة الأخلاق الإسلامية في امتصاص الغضب وتقديم القدوة في الرفق ولين الجانب. كما أشارت الخطبة إلى قصة الشاب الذي طلب الإذن بالزنا، فرد عليه النبي ﷺ بالحوار والإقناع العقلي والروحي، لا بالتوبيخ أو التشهير.

ووفق نص الخطبة الاسترشادية الصادرة عن وزارة الأوقاف، شددت الخطبة على خطورة الفكر المتطرف، الذي حول الاختلاف المشروع إلى صراع وجود، وألغى آداب الحوار تحت غطاء التدين، حيث اعتبر أتباعه أن رأيهم هو الحقيقة المطلقة، وهو ما يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تؤكد على حرية الفكر، واحترام التنوع، وتجنب التكفير والوصاية على إيمان الآخرين.

كما تناولت الخطبة الثانية قضية التحرش الجنسي، مؤكدة أنه أحد أشد الجرائم الأخلاقية والاجتماعية ضررًا على بنية المجتمع وتماسكه، وأنه لا يُمثل تعديًا فرديًا فحسب، بل يُجسد خللاً في منظومة القيم والأمان النفسي والاجتماعي. ووصفت الخطبة التحرش بأنه عدوان آثم واعتداء على الكرامة الإنسانية، يزعزع الثقة بين أفراد المجتمع، ويترك آثارًا نفسية عميقة على الضحايا.

وشددت وزارة الأوقاف من خلال مضمون الخطبة على ضرورة رفض المجتمع الصريح لهذه الظاهرة، وعدم التساهل معها، سواء على مستوى الأسرة أو المدرسة أو الأماكن العامة، مشيرة إلى أن الوقاية تبدأ من غرس القيم الأخلاقية في النشء، وتعليم الأبناء احترام الحرمات، والوقوف الحازم ضد أي سلوك عدواني أو منحرف.

ودعت الخطبة في ختامها إلى التمسك بالمنهج الوسطي، والاحتكام إلى الأدب في الحوار، ونبذ كل أشكال العنف اللفظي أو الجسدي، مشددة على أن المجتمعات لا تنهض بالقوة فقط، بل بأخلاق أفرادها، وقدرتهم على التعايش رغم اختلافاتهم، كما جاء في قوله تعالى:

"ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

كما تضمنت الخطبة دعاءً في نهايتها بأن يحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء، ويجعلها بلدًا آمنًا مستقرًا يسوده الوئام والعدل.