• الرئيسية
• طريق الحقيقة

خصصت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان "سماحة الإسلام"، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز قيم الاعتدال والتعايش ونبذ الغلو والتشدد.

وأكدت الوزارة أن الخطبة تأتي تأصيلاً لمبادئ الدين الإسلامي القائم على الرحمة والعدل، وتأكيداً على أهمية التيسير في حياة المسلمين.

وبحسب بيان الوزارة، تناولت الخطبة الأولى جوهر السماحة في الإسلام، من خلال استعراض مواقف النبي محمد ﷺ في التعامل مع الآخرين، بما يعكس روح الرحمة والانفتاح التي جاء بها الدين. وركّزت الخطبة على أن الإسلام دين يسر، مستشهدة بقوله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، وقول النبي: "يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا".

وسلطت الخطبة الضوء على قصة الصحابي ثمامة بن أثال، الذي أسلم بعد أن عفا عنه النبي ﷺ رغم عداوته السابقة، في موقف جسّد أرقى صور التسامح والرحمة، مؤكدة أن هذه النماذج تُظهر أن جوهر الدعوة الإسلامية قائم على الخُلق الحسن لا العنف أو الإكراه.

كما حذرت وزارة الأوقاف من خطورة خطاب الكراهية والتشدد، لما له من دور في تشويه صورة الإسلام، داعية إلى مجابهته بنشر الخطاب الإيجابي القائم على المحبة والتسامح، كما قال الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".

أما الخطبة الثانية، فقد تناولت مشروعية وفضل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، باعتباره مظهراً من مظاهر التعبير عن محبة النبي ﷺ، وأحد الأعمال التي يُرجى بها الثواب. ودعت الوزارة إلى إحياء هذه المناسبة من خلال إقامة الفعاليات الدينية، مثل مجالس السيرة، والإنشاد، وتوزيع الصدقات، وغرس القيم النبوية في نفوس الأبناء.

وشددت الوزارة في ختام الخطبة على أن محبة النبي لا تكون بالشعارات، بل تتجلى في السلوك العملي والاقتداء بأخلاقه، داعية المسلمين إلى تجسيد سماحة الإسلام في تعاملاتهم اليومية، ونشر قيم الرحمة، الصدق، الأمانة، والعفو في مجتمعاتهم.

هذا وتأتي خطبة الجمعة ضمن خطة وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي، وتحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة، من خلال خطب موضوعية مدعمة بالنصوص الشرعية والمواقف النبوية.