• الرئيسية
• طريق الحقيقة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان "إعلاء قيمة السعي والعمل"، مؤكدة أن الإسلام دين يحث على الاجتهاد، ويرفض الكسل والاتكال، ويجعل من العمل بابًا للعزة والكرامة، وطريقًا لتحصيل الرزق الحلال.

وأشارت الخطبة إلى أن السعي في طلب الرزق لا يقتصر على كونه نشاطًا دنيويًا، بل هو عبادة يؤجر عليها المسلم إذا خلصت نيته، واستندت إلى قول الله تعالى: {فَامشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، وقوله سبحانه: {وَقُلِ ٱعمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلمُؤْمِنُونَ}.

وأكدت وزارة الأوقاف في نص الخطبة على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربط بين العمل والسعي في سبيل الله، مستشهدة بما ورد في الحديث الشريف: "إنْ كانَ خرجَ يسْعَى على ولدِهِ صِغارًا فهو في سبيلِ الله، وإنْ كانَ خرجَ يسْعى على أبويْه شيخيْن كبيريْن فهو في سبيلِ الله، وإنْ كانَ يسعى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ الله".

وحثت الخطبة أولياء الأمور على غرس قيمة العمل في نفوس الأبناء، باعتباره وسيلة لتحقيق الكرامة والاستقلال، وسبيلاً للإنتاج والابتكار، مشيرة إلى توجيه نبوي شريف يحض على الاكتساب من عمل اليد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليه السلامُ كانَ يأكلُ من عملِ يدِهِ".

وشددت وزارة الأوقاف على أهمية العمل الجاد في بناء المجتمعات والنهوض بالأمم، موضحة أن التقدم لا يتحقق بالأمنيات وإنما بالاجتهاد والإتقان، داعية إلى احترام الحرف والمهن، وتشجيع الشباب على الإنتاج والاعتماد على النفس، والابتعاد عن ثقافة التواكل.

وفي جانب آخر من الخطبة، تناولت الوزارة أهمية التكاتف والتعاون في أوقات الأزمات، مشيرة إلى أن التكافل ليس مجرد فضيلة فردية، بل هو ضرورة مجتمعية تضمن وحدة الأمة وصلابة بنيانها. واستشهدت بالآية الكريمة: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ}، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".

واختتمت الخطبة بالدعاء بأن يرزق الله المسلمين العمل الصالح، والسعي المبارك، والتعاون المثمر، وأن يجعلهم ممن يسعون لرضاه ويتعاونون على ما يرضيه.