الجمعة 26 ديسمبر 2025 03:56 مـ 6 رجب 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. مظاهر عناية الإسلام بالطفولة

الجمعة 26 ديسمبر 2025 09:10 صـ 6 رجب 1447 هـ
خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة بعنوان «مظاهر عناية الإسلام بالطفولة»، مؤكدة أن الهدف منها نشر الوعي بحقوق الأطفال في الإسلام، وإبراز نماذج الرحمة والرعاية التي جسدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الصغار. كما خصصت الخطبة الثانية للتحذير من مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، وما تسببه من أضرار فكرية ونفسية وسلوكية تهدد بناء شخصيتهم ومستقبلهم.

وأوضحت الوزارة أن الإسلام أولى الطفولة عناية خاصة، واعتبرها المرحلة الأهم في تشكيل الإنسان وبناء القيم وترسيخ المبادئ، حيث تمثل الأساس الذي تقوم عليه شخصية الفرد وسلوكه في المستقبل. فالطفولة في التصور الإسلامي ليست مجرد مرحلة عمرية عابرة، بل هي حجر الزاوية في صناعة الإنسان الصالح وبناء المجتمع المتماسك، وهو ما ظهر جليا في التشريع الإسلامي الذي سبق المواثيق الدولية في إقرار حقوق الطفل وصون كرامته.

وأكدت الخطبة أن من أبرز مظاهر عناية الإسلام بالطفولة حسن اختيار الزوجين قبل الإنجاب، باعتبار أن صلاح الأسرة هو المدخل الأول لصلاح الأبناء، ثم اختيار الأسماء الحسنة التي ترافق الإنسان طوال حياته، إضافة إلى حق الطفل في الرضاعة والرعاية الصحية والنفقة الكريمة، بما يضمن له نموا جسديا ونفسيا سليما. كما شددت على أهمية التربية القائمة على الإيمان والأخلاق، والتعليم الذي ينمي العقل ويصقل الشخصية، مع التأكيد على تعليم القرآن الكريم واللغة العربية باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في بناء الوعي والهوية.

وسلطت الخطبة الضوء على النموذج النبوي في التعامل مع الأطفال، حيث جسد النبي صلى الله عليه وسلم أسمى معاني الرحمة والرفق، فكان قريبا من الصغار، يحتضنهم، ويلاطفهم، ويشعرهم بالأمان والاحترام. وقد جعل الإسلام الرحمة بالطفل عبادة، والرفق به منهجا، واعتبر حسن التعامل مع الصغار مقياسا لرقي الأخلاق وسمو القيم، مؤكدا أن قوة الأمم تقاس بمدى اهتمامها بأطفالها وجودة تربيتهم.

وبيّنت الخطبة أن الشريعة الإسلامية خصصت للطفولة أحكاما تراعي ضعفها وحاجتها للرعاية، فرفعت عن الصغير التكليف، واعتبرت اللعب والفرح حقا أصيلا من حقوقه، لما لذلك من أثر في التوازن النفسي والنمو السليم. كما جعلت من الأسرة بيئة آمنة تقوم على الرحمة والمسؤولية، يتحمل فيها الوالدان أمانة التربية والتوجيه، باعتبار أن الاستثمار الحقيقي هو في بناء الإنسان منذ نعومة أظفاره.

وفي الخطبة الثانية، حذرت وزارة الأوقاف من خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية على الأطفال، مؤكدة أنها تشكل تهديدا حقيقيا لقدراتهم العقلية والنفسية، حيث تؤدي إلى ضعف التركيز وتسطيح التفكير، وتحول الطفل إلى متلق سلبي منغمس في عالم افتراضي بعيد عن الواقع. وأشارت إلى أن بعض هذه الألعاب تغرس مفاهيم العنف والصدام، وتطبع السلوك العدواني في نفوس الأطفال، ما يتعارض مع القيم الإنسانية والدينية القائمة على الرحمة والتعاون.

ودعت الخطبة الآباء والأمهات إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية أبنائهم من مخاطر العنف الرقمي، ومراقبة ما يتعرضون له من محتوى إلكتروني، مع تعزيز البدائل الإيجابية التي تنمي مهارات التفكير والإبداع، وتغرس القيم الأخلاقية في نفوسهم. وأكدت أن حماية الأطفال من هذه المخاطر واجب ديني وأخلاقي، يندرج ضمن مسؤولية الأسرة في حفظ الأبناء ورعايتهم، عملا بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا.

واختتمت الخطبة بالتأكيد على أن الطفولة هي أمانة في أعناق الكبار، وأن صونها وحمايتها وبناءها على أسس سليمة هو الطريق نحو مجتمع متوازن، وأجيال قادرة على الإسهام في عمارة الأرض ونشر قيم الرحمة والإنسانية.