• الرئيسية
• حياة ومجتمع

نشرت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة التي حملت هذا الأسبوع رسالتين محوريتين؛ الأولى تحت عنوان «هلا شققتَ عن قلبه»، والثانية حول «خطورة الرشوة». وقد ركزت الخطبة في شقها الأول على التأكيد أن تعاليم الإسلام تقوم على الرحمة وحسن الظن وصون كرامة الإنسان، سواء في التعامل اليومي أو في الخلافات والنزاعات.

وأكدت الوزارة، عبر نص الخطبة، أن الإسلام جاء ليكون نورًا يهدي القلوب ويُحصّن المجتمع من التشدد والأحكام الجائرة، موضحةً أن الحكم على النوايا والتسرع في اتهام الآخرين يجران المجتمع إلى الشقاق والعداوة. واستشهدت بموقف النبي صلى الله عليه وسلم حين أنكر على سيدنا أسامة بن زيد قتله رجلًا نطق بالشهادة خوفًا، فقال له الرسول: «أفلا شققتَ عن قلبه؟»، في إشارة واضحة إلى أن الله وحده هو المطلّع على السرائر، وأن حياة الإنسان وكرامته مقدّسة.

وأبرزت الخطبة نماذج أخرى من الرحمة النبوية، منها قوله صلى الله عليه وسلم أثناء مروره بجنازة يهودي: «أليست نفسًا؟»، لتؤكد أن الإسلام يرفض أي شكل من أشكال العنصرية. وحثّت على ترسيخ قيم التسامح، والابتعاد عن سوء الظن، وتعليم الأبناء صون اللسان واحترام حرمة الدماء والأعراض، مشددة على أن منهج «هلا شققتَ عن قلبه» ليس قصة تاريخية بل أسلوب حياة يرسّخ العدالة والإنصاف.

أما في الجزء الثاني من الخطبة، فقد تناولت وزارة الأوقاف خطورة الرشوة باعتبارها من أخطر الجرائم الأخلاقية والاجتماعية، مؤكدة ما جاء في فتاوى دار الإفتاء من أن الرشوة فسادٌ يضرب مفاصل المجتمع ويقلب موازين العدل، ويصادر حق الضعيف لمصلحة القوي. ووصفت الوزارة الرشوة بأنها «سمٌّ ينهش منظومة القيم»، وأنها الباب الواسع لأكل أموال الناس بالباطل، وقد جاء التحذير النبوي واضحًا بقوله: «لعن رسول الله الراشي والمرتشي».

وشددت الخطبة على أن محاربة الرشوة ليست خيارًا، بل واجب ديني ومجتمعي، وأن موظفًا يرضى بالمال الحرام لا يمكن أن يكون لبنة صالحة في بناء وطن قوي. ودعت إلى نشر ثقافة النزاهة والشفافية، وتربية النشء على أن المال الحرام نقمة، وكل ما يُؤخذ دون وجه حق هو خيانة وغُلول. وختمت الوزارة خطبتها بدعوة شاملة إلى مواجهة الفساد بكل صوره، باعتبار أن النزاهة هي أساس قوة المجتمعات وكرامة أبنائها