الجمعة 17 أكتوبر 2025 10:50 مـ 24 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

تراجع حاد في البورصات العالمي وارتفاع قياسي للذهب وسط مخاوف من أزمة جديدة

الجمعة 17 أكتوبر 2025 03:24 مـ 24 ربيع آخر 1447 هـ
البورصات العالمية
البورصات العالمية

شهدت الأسواق العالمية تراجعًا حادًا منتصف تعاملات اليوم الجمعة، في ظل تصاعد القلق بشأن سلامة البنوك الإقليمية الأميركية وانعكاساتها على النظام المالي العالمي، ما دفع المستثمرين إلى الهروب نحو الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب.

مؤشرات وول ستريت تسجل تراجعًا قبل الافتتاح

في الولايات المتحدة، أظهرت العقود الآجلة لمؤشرات وول ستريت اتجاهًا سلبيًا، مع تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0.75%، وستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.91%، بينما هبط ناسداك 1.15%، ما ينذر بجلسة مضطربة في نيويورك.

البورصات الأوروبية تتلقى الضربة

وانعكس التوتر المصرفي على الأسواق الأوروبية التي شهدت انخفاضات جماعية، حيث تراجع مؤشر داكس الألماني بأكثر من 2%، وفوتسي 100 البريطاني 1.21%، وكاك 40 الفرنسي 0.70%. كما خسر كل من مؤشر يورو ستوكس 50 وستوكس 600 أكثر من 1.3%.

جاء هذا التراجع في أعقاب هبوط حاد في أسهم بنوك أميركية إقليمية، لا سيما سهم زاينز بانكوربوريشن الذي فقد 13% من قيمته، وسهم ويسترن ألاينس الذي تراجع بأكثر من 10% بعد إعلان البنك رفع دعوى قضائية ضد أحد عملائه بتهمة الاحتيال.

تداعيات الإفلاس في قطاع السيارات

المخاوف المصرفية تعززت بفعل إفلاسين كبيرين في قطاع السيارات الأميركي خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار تساؤلات حول مدى انكشاف البنوك على هذه المخاطر، بعد أكثر من عامين على أزمة بنك سيليكون فالي في 2023.

ورأى فرانشيسكو بيسولي، المحلل في مجموعة ING، أن "الوضع الحالي قد يكون أقل انتشارًا مما حدث عام 2023، لكنه يعزز الشعور بأن بيئة الأعمال في الولايات المتحدة أسوأ مما تعكسه البيانات".

تصعيد تجاري بين واشنطن وبكين

في جانب آخر، تجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين بعدما اتهمت بكين واشنطن بإثارة الذعر بشأن قيود تصدير المعادن النادرة، رافضة دعوات لرفع تلك القيود. وتأتي هذه التصريحات بينما لا تزال البيانات الاقتصادية الأميركية غائبة بسبب استمرار إغلاق الإدارات الفيدرالية.

أسهم البنوك تحت الضغط في الجانبين

في تعاملات ما قبل افتتاح السوق الأميركي، تراجعت أسهم جي بي مورغان ومورغان ستانلي بنحو 1.6%، وبنك أوف أميركا 3%، وسيتي غروب 2%. أما سهمي زاينز بانكوربوريشن وويسترن ألاينس فواصلا خسائرهما بـ1.8% و2.5% على التوالي.

أما في أوروبا، فانخفض المؤشر البنكي العام بنسبة 2.77%، مع تراجع أسهم كبرى البنوك الفرنسية مثل بي إن بي باريبا وكريدي أغريكول وسوسيتيه جنرال، وتكبد دويتشه بنك خسارة 6.5%، فيما خسر باركليز البريطاني 5.5%.

وفي مدريد، كانت التطورات المحلية لافتة، حيث قفز سهم BBVA بنسبة 4.9% بعد إعلان البنك استئناف برنامج إعادة شراء الأسهم، عقب فشل عرض الاستحواذ على بنك ساباديل، الذي هوى سهمه 8.9%.

شركات خارج القطاع المالي تتباين

من خارج القطاع المصرفي، سجلت شركة إيسيلور لوكسوتيكا صعودًا قويًا بنسبة 11.46% بعد إعلان نتائج إيجابية في الإيرادات الفصلية. كما ارتفع سهم فيرباك المتخصصة في الصحة الحيوانية 6.9% بعد رفع توقعاتها السنوية.

بالمقابل، تراجع قطاع الدفاع الأوروبي بنسبة 3.34% بعد إعلان كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين عن عزمهما عقد قمة جديدة لبحث الحرب في أوكرانيا، ما أثر سلبًا على أسهم "تالس" و"سافران".

السندات والذهب: الوجهة الآمنة

في ظل هذه الأجواء، اتجه المستثمرون نحو الديون السيادية، حيث تراجعت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى 2.54%، بينما انخفض العائد الأميركي المماثل إلى 3.95%.

ووسط تنامي المخاوف المصرفية والتوترات التجارية، صعد الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 4,378.69 دولارًا للأونصة، مسجلًا أفضل أداء أسبوعي له منذ خمس سنوات، مع توقعات متزايدة بخفض الفائدة الأميركية.

النفط والدولار تحت الضغط

في أسواق الطاقة، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1%، حيث انخفض خام برنت إلى 60.32 دولاراً، وغرب تكساس الوسيط إلى 56.79 دولاراً، وسط مخاوف من فائض المعروض وتوقعات بتغير محتمل في المشهد الجيوسياسي.

أما الدولار، فشهد أسوأ أداء أسبوعي له منذ يوليو، متراجعًا بنسبة 0.07% أمام سلة العملات، في حين صعد اليورو إلى 1.1692 دولار.