الصين تحافظ على صدارة مشتري معدات الرقائق عالميا حتى 2027
أوضح تقرير حديث صادر عن جمعية صناعة أشباه الموصلات (SEMI) أن الصين ستظل أكبر مشتر لمعدات تصنيع أشباه الموصلات في العالم حتى عام 2027، مدفوعة بمواصلة شركات الرقائق المحلية توسيع قدراتها الإنتاجية، وبدعم من جهود بكين الرامية إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي.
وأفادت الجمعية بأن الاستثمارات المستمرة في كل من عمليات التصنيع التقليدية والمتقدمة ستبقي الصين السوق الأكبر عالميا لمعدات صناعة الرقائق على الأقل حتى 2027، رغم توقع تباطؤ وتيرة النمو، مع بدء تراجع مبيعات المعدات تدريجيًا اعتبارًا من عام 2026.
في المقابل، ستحافظ تايوان وكوريا الجنوبية على المركزين الثاني والثالث على التوالي من حيث الإنفاق على معدات تصنيع أشباه الموصلات حتى عام 2027، بحسب التقرير.
وأشارت SEMI إلى أن توقعات الاستثمار القوية لتايوان في عام 2025 تستند إلى إضافة طاقات إنتاجية كبيرة لتلبية الطلب المتزايد على الحوسبة عالية الأداء وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
على الصعيد العالمي، تظهر بيانات الجمعية أن مبيعات معدات أشباه الموصلات مرشحة للارتفاع إلى مستوى قياسي يبلغ 133 مليار دولار في عام 2025، بزيادة 13.7% مقارنة بالعام السابق، على أن تصل إلى 145 مليار دولار في 2026 و156 مليار دولار بحلول 2027.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية SEMI، أجيت مانوكا، إن "مبيعات معدات أشباه الموصلات العالمية تظهر زخما قويا، مع توقع نمو كل من قطاعات التصنيع الأمامي والخلفي على مدى ثلاث سنوات متتالية"، مشيرا إلى أن الجمعية رفعت توقعاتها لكافة القطاعات بعد أن تجاوز الاستثمار المرتبط بالذكاء الاصطناعي التقديرات خلال منتصف العام.
ويأتي هذا التفاؤل في ظل تحولات متسارعة في المشهد الجيوسياسي، إذ فرضت الولايات المتحدة منذ عام 2022 قيودًا على تصدير بعض أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تقدما من شركة إنفيديا (Nvidia) إلى الصين .. ومع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، كثفت شركات الرقائق والتكنولوجيا الصينية جهودها لتطوير واعتماد بدائل محلية.
ويعكس هذا المسار استمرار سباق التكنولوجيا العالمي بين الصين والولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه بكين إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي، بينما تحافظ الشركات الأمريكية الكبرى على حضورها في السوق الصينية رغم القيود الجيوسياسية.












