الأحد 1 يونيو 2025 04:46 صـ 4 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

ليبيا بين ”دولة النظام” و”فوضى المليشيات”... اشتباكات طرابلس تحرّك المياه الراكدة

الثلاثاء 13 مايو 2025 09:54 صـ 15 ذو القعدة 1446 هـ
ليبيا
ليبيا

أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الثلاثاء، بالجهود الأمنية والعسكرية المبذولة من قبل وزارتي الداخلية والدفاع، وقوات الجيش والشرطة، في فرض الأمن وبسط سلطة الدولة بالعاصمة طرابلس، عقب الاشتباكات التي اندلعت إثر مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، عبد الغني الككلي.

وقال الدبيبة في بيان رسمي: "أحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة". واعتبر أن ما تحقق يُعد دليلاً على قدرة المؤسسات النظامية على حماية الوطن وصون كرامة المواطنين، في إشارة إلى المواجهات المسلحة التي شهدتها طرابلس مساء الاثنين.

وأضاف رئيس الحكومة أن استعادة الأمن في العاصمة يُمثل "خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية"، مؤكداً أن "لا مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة، ولا سلطة إلا للقانون".

وتأتي تصريحات الدبيبة عقب مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة اندلعت على خلفية مقتل الككلي، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ستة آخرين، وسط حالة من التوتر الأمني في مناطق جنوب وغرب طرابلس.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية في بيان نشرته عبر منصة "حكومتنا" أنها "تتابع عن كثب تطورات الوضع الميداني"، مشيرة إلى أن قواتها تتجه نحو "السيطرة الكاملة"، وأن الأجهزة الأمنية "تواصل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف".

في السياق ذاته، أوضح الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، أنه تم تسجيل ست إصابات مؤكدة نتيجة الاشتباكات، فيما لا تزال المعلومات غير مكتملة بشأن عدد القتلى.

من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها البالغ" حيال تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، محذّرة من تداعيات استخدام الأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية المكتظة. ودعت البعثة كافة الأطراف إلى "وقف القتال فورًا واستعادة الهدوء"، مذكّرة بوجوب حماية المدنيين، وأن "الهجمات على المدنيين قد ترقى إلى جرائم حرب".

وفي بيان مماثل، أعلنت السفارة الأميركية في ليبيا تضامنها مع موقف البعثة الأممية، معربة عن "القلق العميق" إزاء القتال في المناطق السكنية، ومؤكدة ضرورة التهدئة الفورية لحماية المدنيين.

وتعيش ليبيا منذ عام 2011 أزمة سياسية وأمنية معقدة، في ظل انقسام مؤسسي بين حكومتين متنافستين؛ الأولى في طرابلس يقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في بنغازي برئاسة أسامة حماد، ما يُعمق حالة عدم الاستقرار ويزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.