ياسمين فؤاد: الأمن الغذائي مفتاح التكيف المناخي والتنمية المستدامة في أفريقيا

استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، السفير سيني نافو منسق المبادرة الأفريقية للتكيف والمتحدث باسم المجموعة الأفريقية للمفاوضين، وعضو مجلس إدارة صندوق المناخ الأخضر، لبحث سبل تسريع وتيرة تنفيذ المبادرة استعدادًا للاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاقها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015، وذلك بحضور عدد من قيادات الوزارة، على رأسهم الدكتور علي أبو سنة، رئيس جهاز شؤون البيئة، وسها طاهر، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية والتعاون الدولي.
وخلال اللقاء، أكدت وزيرة البيئة أن المبادرة الأفريقية للتكيف تمثل علامة فارقة في العمل المناخي بالقارة، حيث أتاحت لأول مرة للدول الأفريقية تحديد احتياجاتها الجماعية والعمل بشكل موحد لتلبيتها. وأوضحت أن المبادرة كانت نتاج رؤية استراتيجية عميقة لمواجهة تحديات التكيف، رغم أنها لم تحظَ بنفس الاهتمام الدولي مقارنة بمبادرات أخرى مثل مبادرة الطاقة المتجددة، بالرغم من أن ملف التكيف يشكل أولوية ملحة لأفريقيا، خصوصًا على مستوى التمويل.
وشددت الوزيرة على أهمية ترجمة أهداف التكيف إلى استثمارات قابلة للتنفيذ من خلال تطوير خطط وطنية تشمل حزم مشروعات واضحة، بدعم من المؤسسات الدولية، لتقديم نموذج تنفيذي يمكن تكراره والبناء عليه في دول القارة.
كما تطرقت إلى ملف الأمن الغذائي باعتباره فرصة استراتيجية للربط بين التكيف والتنوع البيولوجي والتصحر، خاصة في ظل الأزمات العالمية المتفاقمة بسبب التغير المناخي، والوضع الجيوسياسي الذي يزيد من تعقيد مشهد الأمن الغذائي العالمي. ودعت إلى الاستفادة من تجربة مصر الناجحة في جذب الاستثمارات بقطاع الطاقة المتجددة، لتكرارها في قطاع الزراعة من خلال تقليل المخاطر أمام استثمارات صغار المزارعين والقطاع الخاص.
وأكدت الوزيرة أن مصر أعدت الخريطة التفاعلية لمخاطر المناخ ضمن خطتها الوطنية للتكيف، مع تنفيذ مشروع خاص بنظام تمويل المناخ بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية وصندوق المناخ الأخضر. ويهدف المشروع إلى رفع وعي البنوك المحلية بمتطلبات تمويل المناخ، تزامنًا مع قرار البنك المركزي بإلزام المؤسسات المصرفية بتقييم المخاطر المناخية للمشروعات.
كما استعرضت الجهود المصرية في دعم منظومة التكيف من خلال استضافة مركز التميز الإفريقي للمرونة والتكيف التابع لنيباد، والذي يركز على تأثيرات تغير المناخ في قطاع الزراعة والأمن الغذائي، معتبرة إياه منصة محورية لتنسيق الجهود وتعزيز فرص التمويل المناخي في القارة.
وفي السياق ذاته، اقترحت الوزيرة التعاون مع أحد البنوك الوطنية وشركاء التنمية لتنفيذ أنشطة تهدف إلى تقليل مخاطر الاستثمار في الأمن الغذائي، إلى جانب التنسيق مع مجلس وزراء البيئة العرب لتضمين أهداف المبادرة ضمن أجندة العمل العربي خلال الاجتماع المرتقب في أكتوبر المقبل.
من جهته، أكد السفير سيني نافو أن الاحتفال بمرور عقد على انطلاق المبادرة الأفريقية للتكيف يمثل لحظة فارقة لدفع العمل التنفيذي، مشيرًا إلى أن اختيار مصر لاستضافة هذه الفعالية جاء نتيجة دورها الريادي في دفع أجندة التكيف على مستوى القارة.
وأوضح نافو أن التحدي الأكبر حاليًا يتمثل في تحويل الخطط الوطنية إلى مشروعات قابلة للتنفيذ، خاصة في قطاع الأمن الغذائي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لافتًا إلى أهمية تعزيز الشراكات مع البنوك الوطنية لتوفير أدوات تمويل تدعم هذا التوجه.
كما أعلن عن تنفيذ برنامج لتدريب كوادر من الدول الأفريقية لدعم تأهيل كيانات وطنية للاعتماد من صندوق المناخ الأخضر، ما يسهل الحصول على التمويل ويزيد من قدرة الدول على بناء شبكات تعاون فعالة بين القطاعين الحكومي والخاص، وخاصة في مجالات نقل التكنولوجيا وتنفيذ حلول التكيف.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الاستعدادات للاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاق المبادرة، وفي وقت تتزايد فيه أهمية التكيف مع آثار التغير المناخي وتعزيز مرونة النظم البيئية والاقتصادية في أفريقيا، لتكون أكثر قدرة على مواجهة الأزمات المستقبلية.