أسعار الذهب تتراجع عالميًا ومحليًا وسط عمليات جني أرباح وتقلبات جيوسياسية

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرة بعمليات بيع لجني الأرباح عقب مكاسب قوية سجلها المعدن النفيس في جلسة أمس، التي جاءت مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأمريكية.
وسجل سعر أونصة الذهب انخفاضًا بنسبة 0.5% ليصل إلى أدنى مستوى خلال اليوم عند 3351 دولارًا، بعد أن افتتح التداول عند 3384 دولارًا للأونصة، وفقًا لبيانات "جولد بيليون".
وكان الذهب قد ارتفع أمس بنسبة 2.7%، في أقوى أداء يومي له منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، مدفوعًا بتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، بعد هجوم بطائرات مسيرة شنته كييف، ما أثر على محادثات السلام التي عُقدت أمس، وأظهر خلالها الجانب الروسي ترددًا في المضي قدمًا نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وجاء تراجع الذهب بالتزامن مع تعافي محدود للدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في خمسة أسابيع، حيث ضغط ارتفاع الدولار على أسعار الذهب بفعل العلاقة العكسية بينهما. ومع ذلك، يبقى المعدن النفيس مدعومًا بعدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي على المستوى العالمي، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات التجارية.
من جهة أخرى، أشار البيت الأبيض إلى إمكانية عقد محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوع الجاري، في وقت تتصاعد فيه الخلافات التجارية بين البلدين. كما يتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة اعتبارًا من يوم غد الأربعاء مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50%، وسط تحذيرات من أثر اقتصادي سلبي واسع.
وبالتوازي، تراجعت سندات الخزانة الأمريكية، كما واجه الدولار ضغوطًا بفعل مخاوف من ارتفاع مستويات الدين العام، وقلق بشأن مشروع قانون لخفض الضرائب تدعمه إدارة ترامب ويحرز تقدمًا في الكونغرس.
أما على صعيد احتياطات الذهب العالمية، فقد كشف مجلس الذهب العالمي أن صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب بلغ 12 طنًا في أبريل الماضي، بانخفاض نسبته 12% عن مارس، وأقل من متوسط الاثني عشر شهرًا الأخير الذي سجل 28 طنًا شهريًا. وأفاد المجلس بأن بنك بولندا المركزي كان أكبر المشترين، حيث رفع احتياطاته إلى 509 أطنان متجاوزًا احتياطيات البنك المركزي الأوروبي.
كما زاد البنك المركزي الصيني احتياطاته بمقدار 2 طن خلال أبريل، ليبلغ إجمالي مشترياته منذ بداية العام 15 طنًا، لترتفع احتياطاته إلى 2294 طنًا.
تراجع الذهب في مصر
محليًا، سجلت أسعار الذهب في مصر تراجعًا خلال تعاملات اليوم، بعد أن تأثرت بالتراجع العالمي في سعر الأونصة. كما ساهم انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في تقليص أسعار الذهب محليًا، رغم المكاسب التي تحققت في جلسة الأمس.
وسجل سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المحلي، 4690 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، بعد أن افتتح الجلسة عند 4685 جنيهًا، مقارنةً بإغلاق الأمس عند 4710 جنيهات، وفقًا لبيانات "جولد بيليون".
وتزامن تراجع الذهب المحلي مع انحسار في أداء القطاع الخاص غير النفطي، رغم تحسن مؤشر مديري المشتريات في مصر خلال شهر مايو إلى 49.5 نقطة مقارنة بـ48.5 في أبريل، إلا أن الشركات واصلت تقليص مشترياتها وتخفيض التوظيف بمعدلات هي الأسرع منذ سبعة أشهر.
التوقعات المستقبلية
رغم الانخفاض الطفيف في الأسعار اليوم، لا يزال الذهب مدعومًا بالعديد من العوامل، منها التوترات التجارية، والمخاوف الجيوسياسية، والتذبذب في أسواق العملات والسندات. وتشير التوقعات إلى استمرار حالة عدم الاستقرار التي قد تبقي الذهب في مسار صاعد على المدى المتوسط.
من الناحية الفنية، أغلق الذهب العالمي تعاملات أمس عند مستوى 3365 دولارًا للأونصة، وهو مستوى تصحيحي هام يمثل نسبة 23.6% من حركة الارتفاع السابقة، مما فتح المجال لحركة صعودية جديدة لامست 3400 دولار صباحًا، قبل أن تتراجع مجددًا بفعل عمليات جني أرباح.
أما في السوق المحلي، فقد ارتفع سعر الجرام من الذهب عيار 21 خلال تعاملات الأمس ليتجاوز 4700 جنيه، إلا أنه لم يتمكن من الحفاظ على هذا المستوى، ليتراجع مع بداية جلسة اليوم.